هل تشعل تركيا حربا جديدة على أكراد سوريا

تركيا تخلي مواقعها في إدلب بالتزامن مع فتح جبهة في عين عيسى الاستراتيجية

أخلت تركيا سبعة مواقع مراقبة عسكرية من الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة السورية وأعادت نشر القوات المنسحبة في مناطق تحت سيطرة الفصائل الموالية لها، في خطوة تطرح أكثر من نقطة استفهام لاسيما وأنها تتزامن مع فتح تلك الفصائل جبهة قتال جديدة في مدينة عين عيسى الاستراتيجية.

وقال مصدر تركي طلب عدم الكشف عن هويته، إن آخر عمليات الإجلاء اكتملت مساء الخميس، وأوضح أن “الأمر ليس في شكل سحب للقوات أو تقليص أعدادها. الوضع يتعلق فقط بتغيير الموقع”.

ويتساءل متابعون عما إذا كانت هذه الخطوة التركية تأتي بالتنسيق مع روسيا، وتستهدف إشعال معارك جديدة في مناطق قوات سوريا الديمقراطية، التي تعتبرها أنقرة تهديدا خطيرا على أمنها القومي.

وتشهد عين عيسى اشتباكات عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردي والفصائل السورية المسلحة المدعومة من تركيا، في ظلّ صمت روسي يشي بأن هناك ضوءا أخضر من موسكو لأنقرة للتدخل في المنطقة.

وتخضع عين عيسى التي تقع على الطريق الدولي “أم 4” لاتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية وروسيا، ويرى مراقبون أن الصمت الروسي قد يكون الغرض منه هو ابتزاز الجانب الكردي لتسليم المنطقة الحيوية إلى النظام السوري.

والشهر الماضي، قررت أنقرة بشكل مفاجئ الانسحاب من أكبر نقاط المراقبة التابعة لها في شمال غرب سوريا.

ولا يخفي نشطاء أكراد خشيتهم من أن تكون أنقرة قد نجحت في إقناع موسكو بالمقايضة التي سبق وطرحتها بإخلاء النقاط التي تسيطر عليها وتخفيض حضورها العسكري في شمال غرب سوريا، مقابل فسح المجال أمام قواتها لاستكمال ما بدأته في العام 2019 حينما سيطرت على تل الأبيض من محافظة الرقة ورأس العين في الحسكة.

وتبدو هذه المخاوف مشروعة في ظل توتر في العلاقات الروسية الكردية في شمال شرق سوريا، وسبق أن هددت روسيا الإدارة الذاتية بالانسحاب من المناطق التي دخلتها على إثر اتفاق جرى التوصل إليه مع تركيا لوقف العملية العسكرية التي شنتها في أكتوبر 2019.

وأقامت تركيا العشرات من المواقع العسكرية في المنطقة في عام 2018 في إطار اتفاق لم يكتب له الاستمرار توصلت إليه مع روسيا لتهدئة القتال بين القوات الحكومية السورية والمعارضة. وتدعم أنقرة القوات التي تقاتل بشار الأسد بينما تدعم موسكو الرئيس السوري بشار الأسد.

وحاصرت قوات الحكومة السورية المدعومة من روسيا عدة مواقع عسكرية تركية العام الماضي. وتعهدت تركيا في ذلك الوقت بالحفاظ على وجودها هناك لكنها بدأت الانسحاب في أكتوبر.

وتشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعا داميا تسبّب في مقتل أكثر من 380 ألف شخص وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة وأدى إلى نزوح وتشريد الملايين من السكان داخل البلاد وخارجها.

صحيفة العرب