العشرات من الأطفال والنساء في مخيم الركبان للنازحين السوريين قرب الحدود الأردنية السورية، يبحثون في مكبّ للقمامة عن بقايا الكرتون والألبسة والأحذية القديمة لاستخدامها وقودا للتدفئة، رغم المخاطر التي تنطوي على إشعالها والأبخرة السامة التي قد تنبعث منها.
بالميرا مونيتور - مخيم الركبان
يزداد الوضع سوءًا داخل مخيم “الركبان” للنازحين بالقرب من الحدود السورية- الأردنية مع دخول فصل الشتاء، إذ يعاني قاطنو المخيم ظروفًا إنسانية قاسية، ويفتقدون إلى احتياجات أساسية للمعيشة والرعاية الصحية.
مع اقتراب فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة، بدأ المئات من قاطني مخيم الركبان، جمع بقايا الأغصان اليابسة والكرتون في محيط خيمهم استعدادا لاستخدامها في إشعال مدفأته البدائية، بعد أن أصبح الوقود عملة نادرة لدى النازحين.
وهذا العام هو الخامس على التوالي الذي يقوم فيه الآلاف من قاطني المخيم بمهمة جمع المواد القابلة للاشتعال لتوفير القليل من الدفء في أجواء الشتاء القاسية.
ويجمع النازحون كل ما يجدونه في طريقهم من بقايا الكرتون وقطع البلاستيك وأكياس النايلون؛ فمدافئهم القديمة تتلقف أي شيء قابل للاحتراق.
القمامة وقود بديل
على مقربة من مخيم “الركبان”يوجد مكبين للنفايات التي تحول بعض محتوياتها إلى مصدر أساسي لبدائل الحطب والوقود.
ويقول أبو حسن -نازح من تدمر- إن العشرات من الأطفال والنساء يتجهون مؤخرا إلى مكبّ القمامة بحثا عن بقايا الكرتون والألبسة والأحذية القديمة لاستخدامها وقودا بديلا في المدافئ، رغم المخاطر التي تنطوي على إشعالها والأبخرة السامة التي قد تنبعث منها.
ويشير إلى أن معظم النازحين في المخيم يعتمدون على المدافئ البدائية في الشتاء، في ظل غياب تام لأي دعم من منظمات المجتمع المدني والأمم المتحدة من ناحية تقديم الوقود أو المدافئ، ويعيد الأمر إلى غياب التنسيق وتقديم المساعدات إلى مخيمات دون أخرى.
الموت بردا
ووفق أحدث إحصائية حسب مصادر في المخيم، فإن أعداد النازحين السوريين هناك بلغت نحو 7500 نازح، أغلبهم من مدينة تدمر وريف حمص الشرقي وأرياف الرقة ودير الزور.
ومنذ بداية مأساة النزوح في سوريا، فقد العشرات من النازحين السوريين حياتهم جراء البرد وغياب وقود التدفئة.
وحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فإن 167 شخصا قضوا بسبب البرد منذ عام 2011، بينهم 77 طفلا. وسُجلت درجات حرارة متدنية العام الماضي، وصلت إلى نحو 9 درجات تحت الصفر في مختلف مناطق النرزح السوري.