يواصل تنظيم الدولة هجماته المتكررة والمستمرة مستميتاً بدفاعه عن مصادره المادية والأساسية لوجوده في سورية, حيث يعد حقل ’شاعر’ شمال غربي تدمر من أهم وأغزر تلك المصادر بالنسبة له وللنظام سواء.
فمنذ أسابيع سيطر جيش النظام على ’تلة الصوانة’ المجاورة للحقل والمطلّة عليه, وهذا ما شكّل خطر على التنظيم وأصبح عناصره في مرمى عناصر ومدفعية النظام, كما يعد تهديد للسيطرة التامة على الحقل وهذا ما أدركه التنظيم خلال الأيام الماضية وحبّذ عليهم استعادة السيطرة على تلك التلة بعد اشتباكات دامت ليومين متتاليين أسفرت عن سيطرة التنظيم على التلة, كما سقط العديد من عناصر الطرفين بين قتلى وجرحى, ولاتزال الاشتباكات مستمرة بشكل متقطع في المنطقة حتى يومنا هذا.
في سياق متصل, شنّت فصيل ’تجمع أحمد العبدو’ وفصائل أخرى هجوماً مباغتاً يوم امس على إحدى النقاط التابعة لتنظيم الدولة في منطقة ’المحسّا’ الواقعة بالقرب من بلدة ’القريتين’ والتي تعتبر منطقة جبلية متصلة بجبال القلمون الشرقي (جبال البتراء) بريف دمشق, حيث وبحسب الناطق بإسم التجمع فأنهم تمكنوا من تفجير مستودعين ذخيرة وعدة مدافع للتنظيم في المنطقة, ومن ثم تم الانسحاب من هناك دون وقوع أي خسائر في صفوف المعارضة, بينما لم يتسنى لنا معرفة الخسائر البشرية للتنظيم.
يذكر بأنه قد شن نفس الفصيل التابع للمعارضة ومنذ أيام قليلة بمشاركة فصائل أخرى, شنّوا هجوماً على منطقة ’العليانية’ الواقعة جنوب غربي مدينة ’تدمر’ والمجاورة للقلمون الشرقي, تمكنوا من خلال الهجوم وبمساندة طائرات التحالف الدولي من السيطرة على المنطقة لساعات ومن ثم انسحبوا منها كونهم لا يستطيعون التمركز والتمترس بها نظراً لطبيعتها الجغرافية المفتوحة, ونتج عن ذلك الهجوم مقتل وجرح العديد من عناصر التنظيم بالإضافة لتدمير عدد من آلياته ومقتل وجرح عدد من عناصر فصائل المعارضة.
وبالعودة إلى محيط مدينة ’تدمر’ فتتواصل الاشتباكات المتقطعة بين التنظيم وجيش النظام في منطقتي ’صوامع الحبوب’ شمال شرقي تدمر و ’السكري’ جنوب شرقي تدمر في محاولات للطرفين بتدعيم مواقعهما في محيط المدينة, حيث يتقاسم الطرفين السيطرة على منطقة الصوامع بينما تخضع منطقة السكري لسيطرة التنظيم بالكامل, وفي سياق متصل, تتعرض مناطق السخنة والطيبة والكوم الخاضعات لسيطرة التنظيم لقصف جوي شبه يومي من طيران النظام والطيران الروسي.
يذكر أن التنظيم وعقب سيطرته التامة على حقل شاعر منذ أشهر قريبة, قد فجّر شركتي شاعر و المهر المجاورات للحقول, وتم تدمير معدات وتجهيزات الشركتين بشكل شبه كامل, ما يوضّح هدف التنظيم من الاستفادة من الثروة الباطنية كما هي دون تكرير متخصص والاعتماد على حرّاقات النفط التقليدية في مناطق سيطرته.