نازحو تدمر، لهم نصيب من الموت والمعاناة أينما حلّوا، وفي الرقة يصارعون الجحيم

صورة أرشيفية للدمار الناتج عن قصف طائرات التحالف الدولي لمدينة الرقة

صورة أرشيفية للدمار الناتج عن قصف طائرات التحالف الدولي لمدينة الرقة
بالميرا مونيتور-الرقة
تستمر المعركة التي يقودها التحالف الدولي وحليفته قوات سورية الديمقراطية “قسد”، لطرد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، من مدينة الرقة، أهم وأشهر معاقل التنظيم المتشدد شرق سورية.

 

يقطن في مدينة الرقة، حالياً، مئات آلاف المواطنين المدنيين، ومن مختلف المناطق السورية، وفيها أيضاً ما لا يقل عن 600 عائلة من مدينة تدمر، وهذا العدد تلاشى مما يقارب 35 ألف مواطن مدني من مدينة تدمر فقط، حيث هجرها سكانها منذ أكثر من عام وتشتتوا في مناطق ومخيمات النزوح وبلدان اللجوء.
كانت الرقة وضواحيها، هي الوجهة الرئيسية لأهالي تدمر وريف حمص الشرقي بالعموم، لأنها ذات حياة وشعبية شيهة ببيئة منطقة البادية ومن السهل جداً، التأقلم مع الحياة هناك، كاختيار إجباري لغالبية نازحي تدمر بالنظر، لوضعها المعيشي من ناحية الخدمات الجيدة والمصاريف القليلة.
لكن وخلال فترة لا تتجاوز الشهر، وبعد الإعلان عن بدء معركة تحرير الرقة، سارع الآلاف من أهالي تدمر للهروب من جحيم ما سيحدث هناك وما هو متوقع، فلديهم خبرة ومعاناة بماهية الحرب مع أو ضد تنظيم الدولة، وهذا ما عاشوه في مدينتهم قبيل نزوحهم، حيث قامت القوات الروسية والسورية بإحراق وتدمير المدينة فوق رؤوس ساكنيها، بذريع محاربة الإرهاب، بالإرهاب والرعب ذاته.
وكان لأهل تدمر خلال فترة إقامتهم في الرقة وريفها، نصيب كبير من القهر والرعب والموت ومن كافة أطراف الصراع هناك، فسقط العشرات منهم قتلى وجرحى، خلال مجازر ارتكبت، أو قصف فردي على مناطق تواجدهم.
الأمر الذي دعا الغالبية منهم، وبعد اشتداد الحملة العسكرية من قبل التحالف وحليفته قسد، على مغادرة الرقة بإتجاه الشمال السوري، رغم كل مخاطر الطرقات والتي يواجهوا فيها الموت أيضاً، لكن لابد من مغامرة الهروب لأنها أصبحت الحل الوحيد لهم.
وخلال الأسبوعين المنصرمين، سقط نحو 12 مواطن مدني من نازحي تدمر، بينهم أطفال ونساء وكبار سن، خلال عمليات القصف الجوي والمدفعي من قبل التحالف الدولي وحلفائه على المدينة.
هذا ولا تزال العديد من العائلات من اهالي تدمر، مقيمين في الرقة وريفها، ولا تسمح لهم ظروفهم المادية بالرحيل والهرب من جحيم ما يجري هناك، وينتظرون كغيرهم من آلاف السورين هناك، مصيرهم المجهول، إلى أن تنتهي سيمفونية تحرير الرقة.