نازحو تدمر، الهروب من الموت إلى الموت في الرقة والمخيمات والشمال السوري

إحدى خيم نازحي تدمر في مخيم الركبان على الحدود الأردنية السورية

إحدى خيم نازحي تدمر في مخيم الركبان على الحدود الأردنية السورية
بالميرا مونيتور
لا يكاد يمر يوم واحد، ومنذ بدء معركة تحرير الرقة من قبل التحالف الدولي وقوات سورية الديمقراطية، إلا ويتم توثيق مقتل أو إصابة نازحين من تدمر هناك.
فلماذا كتب على أهل تدمر، أن يهجّروا ويلاحقهم الموت والمعاناة أينما وجدوا وحلّوا، ويقعون ضحية لمعارك أمراء الحرب والسلطنات والإمارات المزعومة.
منذ إعلان بدء معركة الرقة، منذ أكثر من ثلاثة أشهر، غادرت مئات العائلات من نازحي تدمر هناك، هرباً من حملات قصف ومعارك واشتباكات ومعاناة، هم بالأساس هربوا منها مجبرين من مدينتهم التي تقبع تحت سطرة الروس والنظام السوري ولا يسمح لهم بالعودة إليها.
إلا أن هناك عدد كبير من تلك العائلات المدنية، آثرت البقاء في الرقة برغم كل الظروف المعيشية والإنسانية والحرب الدائرة هناك، لا لأنهم اعتادوا تلك الأجواء أو أحبوا تنظيم الدولة المجرم والعيش في كنفه، بل لأنهم استكانوا للموت بعد أن تم تهجيرهم من مدينتهم مرتين وتم تدمير معظمها، وتلاشى حلم العودة إليها في ظل القوى والميليشيات المتواجدة فيها، وقسم كبير منهم لا يملك ثمن الهروب من الرقة، ومن يستطيع الهروب منهم، تلاحقه ألغام داعش واعتقالات قسد.

 

كما أن غالبية نازحي تدمر وفي معظم مناطق النزوح، قد توصلوا لقناعة تامة، بأن نظام الأسد المجرم لا مأمن له ولا للعيش في مناطقه، بعد عانوا منه الويلات ولا يزالوا حتى في مناطق نزوحهم.

 

وبالعودة إلى سياق الوضع الميداني في الرقة، فبشكل يومي تقريباً، يتم توثيق ضحية أو مصاب من نازحي تدمر، نتيجة القصف اليومي والمعارك الدائرة هناك, وكل أولئك الضحايا هم من المدنيين والأطفال والنساء وكبار السن.
فخلال الأسبوعين الماضيين فقط، تم توثيق نحو 12 مدني من مدينة تدمر، سقطوا خلال القصف والمعارك في مدينة الرقة، إضافة لسقوط آخرين بين قتلى وجرحى أثناء رحلة الهروب من الرقة بإتجاه الشمال السوري ومناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية، هذا عدا عن ضحايا سقطوا على يد عناصر الجندرما التركية أثناء محاولتهم العبور إليها.

 

كما يعيش نازحو تدمر في مناطق سيطرة فصائل المعارضة في الشمال السوري، ظروف معيشية مأساوية في ظل نقص الدعم المقدم لهم وسط موجات نزوح شبه يومية للمنطقة.
كما أن نازحو تدمر في #مخيم الركبان” على الحدود الأردنية السورية، يصارعون الموت نظراً للظروف المعيشية والإنسانية ونقص المياه والخدمات الطبية في المخيم المنكوب.

تعليق