ميليشيات تتبع للنظام، تنهب وتحرق عدد من منازل وممتلكات أهالي تدمر بعد السيطرة عليها

رسالة أولى يرسلها النظام السوري بشكل غير علني وغير رسمي لأهالي تدمر المهجّرين بعد سيطرته على المدينة، بأن لا عودة لكم ولا منزل ولا مكان تتآوون فيه في مدينتكم طالما نحن وحلفائنا وموالينا نسيطر عليها.

بدأت ميليشيات تتبع للنظام السوري أمس الخميس، بإحراق عدد من منازل وممتلكات تعود لأهالي مدينة تدمر، وذلك بعد سيطرة النظام وحلفائه على المدينة مؤخراً، حيث تركزت عمليات الإحراق في المنازل المحيطة بفرع الأمن العسكري من الجهة الشمالية، كما شملت أيضاً منازل بالقرب من مسجد “أبي ذر الغفاري” في حي الجمعية الغربية في المدينة.

حيث قام أشخاص لا يرتدون الزي العسكري أو الرسمي للقوات النظامية أو الميليشيات الموالية لها، قاموا بحملة سلب ونهب ومن ثم إحراق لعدد من المنازل في المناطق المذكورة سابقاً، دون أي سبب أو مبرر لتلك الأعمال الإجرامية، سوى التخريب والسرقة، وربما ايصال رسالة لأهالي المدينة بأن هذا مصير كل من لا يوالي النظام ولا يسانده حتى لو كان ذلك في بلده وبيته.

كما يرافق أولئك العناصر، أشخاص من مدينة تدمر نفسها ومعروفين بموالاتهم للنظام وتشبيحهم معه من قبل حتى خارج تدمر المدينة، ومعروفين أولئك بالسمعة والمسلك السيء لدى كل أهالي المدينة من قبل، ويتقصد عناصر النظام إشراك هؤلاء العابثين في تلك العمليات اللاأخلاقية، لزرع وتعزيز بذور الفتنة بشكل ممنهج ومدروس بين أهالي المدينة.

وحسب شهود عيان داخل المدينة، فإن معظم عمليات الإحراق تلك، هدفها التخريب فقط، فمعظم المنازل التي تم إحراقها شبه مدمّر أو لم تطاله آلة القصف الإجرامية الروسية السورية قبيل السيطرة على المدينة، حيث يقوم اولئك العناصر باستخدام مواد كيميائية مخصصة لعمليات الحرق تلك، تساهم تلك المواد بتفتيك الاسمنت والأخشاب وأثاث المنازل وأساساتها، بحيث تصبح غير قابلة للسكن أو الإصلاح فيما بعد، وتحتاج لهدم وإعمار من جديد.

والجدير بالذكر، بأنه وخلال سيطرة النظام وحلفائه السابقة على مدينة تدمر في شهر آذار من عام 2016، قامت الميليشيات الشيعية وخلال فترت متفاوتة، بإحراق مئات المنازل العائدة لأهالي المدينة، بعد أن تم سرقة ونهب أثاثها بشكل ممنهج وترحيلها إلى المدن الخاضعة لسيطرة النظام وبيعها في الأسواق المحلية، فيما حافظت تلك الميليشيات على بعض المنازل في حي الجمعية الغربية ومنطقة الفيلات، بهدف إبقائها قابلة للسكن، حيث أقامت تلك الميليشيات مع عائلاتها في تلك المنازل، بينما اتخذ بعض قادة الجيش ومسؤولي النظام منازل أخرى كمقرات وسكن لهم، وتم حينها منع السكان العائدين للمدينة من الاقتراب من تلك المنازل والأحياء الواقعة فيها.

يذكر أن نحو 80 % من سكان مدينة تدمر، قد هجروها منذ أكثر من عام ونصف، وتوزعوا في مناطق سيطرة المعارضة المسلحة في الشمال السوري، ومناطق سيطرة تنظيم الدولة “داعش”، وعدد كبير منهم اتجه إلى تركيا والأردن والدول الأوروبية ومخيمات اللجوء في المناطق الحدودية، بينما لا تزال نسبة لا تتجاوز 10 % من سكان المدينة تقيم في مناطق سيطرة النظام في حمص ودمشق، منهم من هو موالي للنظام ومنهم العدد الأكبر الذي لحق رزقه ولقمة عيشه كون معظم سكان المدينة كانوا من الموظفين في الدوائر الحكومية.