الحرب بدأت في سوريا عام 2011 باحتجاجات سلمية ضد حكم الأسد، ثم تحولت إلى صراع متعدد الأطراف أسفر عن مقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين.
قالت منظمة العفو الدولية اليوم الثلاثاء إن بعض اللاجئين السوريين الذين عادوا إلى وطنهم تعرضوا للتعذيب والاعتقال والإخفاء القسري على يد قوات الأمن، وحثت الحكومات على حمايتهم من الترحيل والإجبار على العودة.
وفي تقرير يحمل عنوان “أنت ذاهب إلى الموت” وثّقت المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان -التي تتخذ من لندن مقرا- انتهاكات ارتكبها ضباط بالمخابرات ضد 66 من العائدين، بينهم 13 طفلا، كما أشارت إلى وفاة 5 في الحجز بعد عودتهم.
كما وثّقت المنظمة “14 حالة من العنف الجنسي ارتكبتها قوات الأمن، منها 7 حالات اغتصاب لـ5 نساء ومراهق وطفلة في الخامسة من عمرها”.
ويأتي التقرير في ظل تزايد الضغوط على اللاجئين السوريين في بعض البلدان الغربية -مثل الدانمارك- من أجل العودة إلى بلادهم.
وقال التقرير إن أي حكومة تزعم أن سوريا أصبحت الآن بلدا آمنا تتجاهل عامدة الأوضاع الرهيبة على أرض الواقع، “وتترك اللاجئين مرة أخرى نهبا للخوف على أرواحهم”.
مخالفة للقانون
وقال رئيس منظمة العفو الدولية في ألمانيا ماركوس بيكو إن “من المخالف للقانون الدولي ترحيل الأشخاص إلى بلد يتعرضون فيه لخطر الاختطاف والتعذيب”.
وحثت منظمة العفو الحكومات الأوروبية وتركيا والأردن ولبنان على منع أي ممارسات تجبر اللاجئين على العودة.
وقالت في تقريرها “قد تكون الأعمال العسكرية العدائية خفت حدتها في سوريا، لكن نزوع الحكومة السورية لارتكاب انتهاكات بشعة لحقوق الإنسان مستمر”.
وأصدر المجلس والبرلمان الأوروبيان إعلانين قالا فيهما إن الظروف غير مواتية لعودة اللاجئين السوريين على نحو آمن وطوعي.
وبالمثل، دعت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين الدول إلى عدم إجبار المواطنين السوريين على العودة إلى أي مكان في بلادهم، حتى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة مثل العاصمة دمشق وما حولها.