كان البناء الواقع في الزاوية الغربية من الأغورا مفتوحاً بشكل واسع في حالته الأولية على الساحة. وفي حالته الأخيرة كان قد أصبح مغلقاً بشكل قاعة اجتماعات مع مقاعد مبنية من الحجر على ضلعيه الطويلين. وليس من الثابت أن المقاعد كانت موجودة في حالته القديمة. وقد بينت دراسة قاعات المأدبة في تدمر التي تابعها إرنست ويل أنه كانت توجد عدة أشكال للقاعات كانت تعدّ وفقاً للاستخدام المراد منها. هكذا، فإن قاعة المأدبة في معبد الإله بل تبدو كصرح ضخم ضمن المعبد. ويبدو أن معابد نبو وبعلشمين واللات وأرصو (؟) كانت غير مجهزة بقاعة مأدبة حقيقية. ومع ذلك، فإن الوظيفة الاجتماعية للرجال الذين كانوا يجتمعون في القاعتين اللتين تم التعرف عليهما، وإحداهما في معبد بل والأخرى التي تنفتح على الأغورا، كانت متفاوتة ومختلفة جداً: فهي تتصل باحتفالات دينية في معبد بل وبنشاطات مدنية في قاعة الأغورا.

فإذا كان لقاعة المأدبة بالدرجة الأولى غاية دينية لا شك، فإنه يمكننا أن نرى في “المعبد” المزعوم في الأغورا قاعة اجتماعات كانت تضم الشخصيات الرئيسية في المدينة من تجار وأصحاب أموال وقادة أو آخرين. وكان جان شارل بالتي J. Ch. Balty قد اقترح تفسيراً أكثر دقة: فقد رأى أن هذه القاعة كانت مجلسَ أو مجمع المدينة من النمط الذي توجد فيه مقاعد أو من نمط القاعة ذات الدرجات الجانبية، والتي يمكن أن تنتمي إلى طبقة أولى أو ثانية. وكان يشير في سبيل تأييد تفسيره إلى كريات الطين المشوية بالنار والتي وجدت في طبقة من الرماد على الأرضية القديمة للأغورا غير بعيد عن موقع القاعة “المعبد”. ويرى بالتي أن هذه الكريات تتعلق بأرشيف المدينة التي كانت تحفظ في القاعة نفسها التي كانت قاعة مجلس أعيان المدينة والتي كانت تستخدم بالتالي مباشرة كقاعة حفظ الأرشيف tabularium. ولكن ما هو المجلس أو المجمع في كل الأحوال، إذا لم يكن المكان الذي تنعقد فيه اجتماعات أعيان المدينة، أي ما كان يسمى بمعبد الحكم templum ordinis، وهو المكافئ المدني والسياسي لقاعات الولائم الشعائرية. ونحن نعرف أن مجلس الأعيان كان موجوداً خلال العهد الفلافيوسي، ربما منذ الستينات إذا أخذنا برأي غافليكوفسكي. ومقابل هذا التفسير، يمكننا مع ذلك التذرع بواقع أن التكريسات للقضاة والولاة، الذين كانوا يجتمعون في القطاع الشرقي من الأغورا كانت بعيدة عن هذا الصرح.
راجع كريستيان دلابلاس وتيبو فورنيه، في دراستهما حول قطاع الأغورا.
الصورة الجوية لقطاع المسرح والأغورا، وتظهر القاعة الكبيرة إلى جانب الأغورا