قتل أكثر من 50 مسلحاً غالبيتهم من الموالين للنظام في ضربة جوية استهدفت ليل الأحد – الإثنين موقعاً عسكرياً في محافظة دير الزور في شرق سورية، واتهمت دمشق التحالف الدولي بقيادة أميركية بتنفيذها، الأمر الذي نفاه الأخير.
وتُعد هذه الضربة من بين «الأكثر دموية» ضد مقاتلين موالين للنظام، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي لم يتمكن من تحديد هوية الطائرات التي نفذتها.
وتُشكل محافظة دير الزور مثالاً على تعقيدات النزاع السوري، إذ تشهد على عمليات عسكرية تنفذها أطراف عدة ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش)، كما تحلق في أجوائها طائرات لقوى متنوعة تدعم العمليات العسكرية ضد المتطرفين.
وأفاد المرصد السوري اليوم (الاثنين) بارتفاع حصيلة قتلى هذه الغارة إلى «52 بينهم 30 مقاتلاً عراقياً على الأقل و16 من الجنسية السورية» بينهم عناصر من الجيش والمجموعات الموالية له.
وكانت حصيلة أولية أفادت بمقتل 38 مسلحاً موالياً للنظام.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «الغارة استهدفت رتلاً عسكرياً خلال توقفه عند نقطة تابعة إلى قوات النظام وحلفائها في بلدة الهري الواقعة في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي والمحاذية للحدود العراقية».
وأضاف أن الضربة أسفرت عن اصابة آخرين بجروح، مشيراً إلى «نقل البعض منهم إلى مدينة البوكمال القريبة وآخرين إلى العراق» المجاور.
وأفاد مراسل «فرانس برس» في مدينة الناصرية، كبرى مدن محافظة ذي قار العراقية، عن وصول جثث ثلاثة قتلى من شرق سورية اليوم، ينتمون إلى كتائب «حزب الله» العراقي.
واتهمت دمشق ليلاً التحالف الدولي بتنفيذ الضربة. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري أن «التحالف الأميركي اعتدى على أحد مواقعنا العسكرية في بلدة الهري»، ما أسفر عن مقتل بعض العناصر وإصابة آخرين.
وقال مصدر عسكري في دير الزور اليوم إن الضربة الجوية طاولت «مواقع مشتركة سورية عراقية في منطقة الهري».
في المقابل، أكد المكتب الاعلامي للتحالف الدولي أنه «لم تكن هناك غارات للولايات المتحدة أو قوات التحالف في هذه المنطقة».
ويسيطر مقاتلون موالون للنظام على بلدة الهري الواقعة جنوب خط فض الاشتباك الذي أنشأته موسكو وواشنطن تفادياً لأي تصعيد بين الطرفين والقوات المدعومة من قبلهما المنتشرة على طرفي نهر الفرات. ولم يمنع هذا الخط الحوادث بين الطرفين.
وفي 24 أيار/مايو الماضي، قتل 12 مسلحاً موالياً للنظام، وفق حصيلة للمرصد، في ضربات جوية جنوب البوكمال. واتهمت دمشق التحالف الدولي بتنفيذها، الأمر الذي نفته وزارة الدفاع الأميركية حينها.
ويسيطر الجيش السوري ومقاتلون موالون له من جنسيات ايرانية وعراقية وأفغان ومن «حزب الله» اللبناني على الضفة الغربية لنهر الفرات الذي يقسم محافظة دير الزور إلى شطرين. وتعرضت مواقع الجيش وحلفائه جنوب مدينة البوكمال خلال الأسابيع الماضية إلى هجمات عدة شنها التنظيم المتطرف انطلاقاً من نقاط تحصنه في البادية.
ويدعم التحالف الدولي «قوات سورية الديموقراطية» في معاركها ضد التنظيم المتطرف الذي تحاول طرده من آخر جيب يسيطر عليه شرق نهر الفرات.
وبالإضافة إلى الطائرات الروسية والسورية وتلك التابعة للتحالف، تشن القوات العراقية بين الحين والآخر ضربات جوية ضد «داعش» في محافظة دير الزور.
وشاركت فصائل من الحشد الشعبي العراقي الى جانب قوات النظام السوري في معاركها ضد «داعش» في دير الزور العام الماضي، وكان عناصرها من أولى القوات التي دخلت مدينة البوكمال بعد طرد المتطرفين منها.
وخسر التنظيم الجزء الأكبر من محافظة دير الزور في العام 2017، على وقع هجومين منفصلين، الأول قاده الجيش السوري بدعم روسي عند الضفة الغربية لنهر الفرات، والثاني شنته «قوات سورية الديموقراطية» بدعم أميركي شرق الفرات.
وفي إطار المعارك المستمرة ضد آخر جيوب التنظيم المتطرف، وسعت «قوات سورية الديموقراطية» نطاق عملياتها العسكرية أخيراً، لتشمل ريف الحسكة الجنوبي المحاذي لدير الزور.
وسيطرت تلك القوات الأحد على بلدة دشيشة التي كانت تعد معقلاً للتنظيم المتطرف في محافظة الحسكة وتقع على «ممر حيوي» كان يربط مناطق سيطرة المتطرفين في سورية بتلك الموجودة في العراق.
الشرق الأوسط