إن الموقع الفريد لمدينة تدمر في نقطة متوسطة جعلها واسطة العقد بين المدن السورية فهي تبعد عن محافظة حمص مسافة / 160 / كم شرقاً وعن محافظة دمشق مسافة / 240 / كم شمال شرق وعن محافظة دير الزور مسافة / 200 / كم وترتبط مع هذه المحافظة بطرق دولية ( اوتسترادات ).
ترتفع مدينة تدمر 400 متر فوق سطح البحر وهي مركز منطقة يتبع لها ناحية السخنة وقرى ( أرك – الطيبة – الكوم – الكدير – حريت – خنيفيس – المناجم الشرقية – المحطة الثالثة – المحطة الرابعة ) يبلغ عدد سكان تدمر وما حولها من القرى والبادية حوالي (103836) نسمة أما عدد السكان في المدينة فيبلغ 80000 نسمة , وتمتلئ باديتها بعشائر السبعة والموالي وبني خالد والحديديين والرولة والعمور ويقدر عدد رؤوس الأغنام في البادية بحوالي مليون رأس وعدد رؤوس الإبل بحوالي 50ألف رأس من الإبل.
تبلغ مساحة غوطة تدمر / 300 / هكتار مغروسة بأشجار الزيتون والنخيل والرمان وتنتشر حولها من الغرب والشرق عشرات المزارع والبيارات هي البيارات الغربية ومزارع وادي الأحمر وتقدر المساحة المروية بـ / 600 / هكتار تروى بواسطة الآبار.
توجد في تدمر وباديتها وريفها / 108 / مدارس مرحلة التعليم الأساسي و / 5 / ثانويات و / 4 / مدارس مهنية ومدرسة تمريض ومعهد متوسط للتصحر وكلية تربية تابعة لجامعة حمص, ونادي رياضي ومركز ثقافي حديث ومشافي عدد/ 2 / ومستوصفات عدد / 13 / منتشرة في المدينة والريف , إضافة إلى مركز هاتف متطور ومركز بريد ودائرة سياحة ومتحف وطني ومبنى للبلدية ( مجلس مدينة تدمر ) يقوم بتنفيذ المشاريع الهامة والحيوية من أجل النهوض بالمدينة وما يتناسب مع أهميتها السياحية والأثرية.
توجد في تدمر صناعات تقليدية هي صناعة البسط الصوفية الملونة والنعال الجلدية و سوق خاص للسياح لبيع المصنوعات الشرقية من المنسوجات والزجاج وأواني الفضة وغيرها.
كانت الجبال المحيطة بالمدينة مكسوة بأشجار البطم والتين والبلوط والسنديان , ولا تزال القمم العالية في جبل البلعاس وشاعر شمالي مدينة تدمر مكسوة بالأشجار وخلال العشر سنوات الماضية تم تنفيذ مشروع لإحياء البادية يعتمد على إيجاد مستوطنات دائمة مزودة بالمياه وبناء عدد من السدود السطحية ( سد سليم – سد وادي أبيض – سد تدمر – سد الزقاقية –سد وادي الكبير …..).
كان يعيش في بادية تدمر حيوانات الغزال والمها والزرافة والفهد المنقط ولا يزال يعيش فيها الذئب وابن آوى والثعلب والضبع والكواسر من الطير إضافة إلى الحيوانات والطيور المهاجرة والعابرة ( القطا – الحمام – الحجل – الصقر ) والأرانب البرية.
أقيمت محمية التليلة على بعد / 20 / كم شرق تدمر وذلك لتربية حيوانات الغزال والمها بمساحة تقدر بـ /2000 / كم2 وتضم حمامات للمياه المعدنية ومتحف للمحنطات الحيوانية والنباتية التي تعيش في البادية السورية.
جغرافية تدمر:
إن الأساس الجغرافي لتدمر هو نبع ماء عند معبر جبلي اضطراري ( نبع أفقا ) في مكان القلب من بادية الشام على مسافة واحدة بين المدن السورية وهذا النبع خلق واحة خضراء أصبحت مكان استراحة بين العراق والشام ومحطة للقوافل بين الخليج العربي وبلاد فارس والبحر المتوسط وهذا الموقع الممتاز كان ملائماً جداً لقيام تجمع بشري هام منذ أقد الأزمنة وقد دلت التحريات على تجمع الناس حول هذه الواحة منذ العصر الحجري القديم ففي الملاجئ الصخرية المجاورة لتدمر كجرف العجلة وثنية البيضا وكهوف الدوارة وجد بقايا عضوية وصناعة حجرية ومن المرجح أن العصر الحجري الحديث ” حوالي الألف السابعة قبل الميلاد ” شهد أول مساكن أقامها الإنسان في الواحة قرب النبع.
إن أطلال تدمر التي تنتشر الآن على مساحة تزيد على عشرة كيلومترات مربعة تمثل ما تبقى من المدينة في أكثر عهودها ازدهاراً ويمتد بين القرنيين الأول والثالث بعد الميلاد.
تشكل بادية تدمر هضبة تمتد على سطحها سلسلتان جبليتان تتفرعان قرب دمشق عند سلسلة جبال لبنان الشرقية وأعلى قمة فيها ترتفع حوالي 1400 م في البلعاس وتسمى ” حوية الرأس ” شمالي تدمر , ويمتد بين السلسلتين سهل الدو ويقع بين القريتين وتدمر وتغطي معظم سهول البادية ووديانها تربة لحقية رباعية خصبة وتسود في بادية تدمر الرياح الغربية والجنوبية الغربية القادمة من البحر المتوسط عبر وهدة طرابلس – حمص وهذه الرياح ماطرة شتاءاً وتكون الأمطار غزيرة في بعض السنين كما تهب على بادية تدمر الرياح الشمالية الغربية حاملة موجات البرد والصقيع كم تهب أيضاً الرياح الشرقية والشمالية الشرقية باردة شتاءاً وحارة وجافة صيفاً , وبالتالي فإن مناخ بادية تدمر ينسب للمناخ المتوسطي القاري .فإذا هطلت الأمطار شتاءاً اكتست الأرض بالأعشاب الموسمية خلال الربيع والصيف وأعطتها منظراً زاهراً ورائحة ذكية.