مدينة تدمر السورية من أهم شواهد الحضارات القديمة الباقية حتى عصرنا الحديث، فقد ظهر اسم تدمر للمرة الأولى على مخطوطة يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر قبل الميلاد، عندما كانت نقطة عبور للقوافل بين الخليج والبحر المتوسط وإحدى محطات طريق الحرير. وفي العام 129، منح الإمبراطور الروماني أدريان تدمر وضع المدينة الحرة، وعرفت آنذاك باسمه أدريانا بالميرا،
وفي هذه المرحلة ، تم بناء أبرز معابد تدمر معبد بعل أو بل وساحة أغورا، ثم استغلت تدمر الصعوبات التي واجهتها الإمبراطورية الرومانية في القرن الثالث لإعلان قيام مملكة تمكنت من هزم الفرس وباتت زنوبيا ملكتها.
مع بداية هذا العصر الجديد عام 270 احتلت زنوبيا بلاد الشام كلها، وجانبا من مصر، ووصلت إلى آسيا الصغرى، لكن الإمبراطور الروماني أورليان تمكن من استعادة السيطرة على تدمر، واقتيدت الملكة زنوبيا إلى روما، فيما انحسر نفوذ المدينة.
في العصر الحديث وقبل عام 2011 ميلادي، كانت تدمر وجهة سياحية مهمة وأحد عوامل دعم الإقتصاد السوري من بوابة السياحة، إذ كان يقصدها أكثر من 150 الف سائح سنويا لمشاهدة آثارها التي تضم أكثر من ألف عمود وتماثيل ومعابد ومقابر برجية مزخرفة. ثم سيطرت الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) على مدينة تدمر في عام 2015، ومنذ ذلك الحين أصبحت المدينة موقعاً لحربٍ مستمرَّة بين الدولة الإسلامية والجيش السوري الذي استعاد المدينة في 2 مارس 2017. ولقد أدَّت الحربُ وسلوكيات أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية إلى تخريب أو هدم عددٍ كبير من المباني والقطع الأثرية الثمينة في تدمر، والتي لا يزال تراثها الحضاريّ الباقي في خطرٍ كبير.
ولقد مرت المدينة بالعديد من التغييرات الثقافية في القرن الرابع الميلادي، حيث قام السكان بتحويل ديانتهم للدين المسيحي، وفي القرن السابع بعد الفتوحات الإسلامية دخلوا في الإسلام وتغيرت لغتهم إلى اللغة العربية بدلا من اللغة اليونانية والرومانية.

أين تقع مدينة تدمر
تقع مدينة تدمر في الجمهورية العربية السورية، وتقع إلى الشمال من مدينة دمشق وتبعد عنها مسافة تقدر بحوالي 215 كيلومترا، وما يقارب 70 كيلو متراً عن مدينة السخنة، وحوالي 160 كيلو متراً عن مدينة حمص ونهر العاصي؛ ولقد أطلق عليها الرومان اسم واحة النخيل، وتمت تسميتها بعروس البادية بالعصر الحديث، كما أدرجتها اليونسكو في لائحة التراث العالمي؛ حيث تعد من أقدم المدن التاريخية في العالم. ويعني إسم مدينة تدمر في اللغة الآرامية المعجزة.
مساحة مدينة تدمر
تتبع تدمر إدارياً محافظة حمص ومركزها مدينة تدمر، ولقد بلغ تعداد سكان المنطقة 50000 نسمة، على مساحة اجمالية بلغت 16800 هيكتار، كما ازداد عدد سكانها بشكل كبير بعد ذلك بسبب قدوم اللاجئين من بلاد أخرى خلال الحرب الأهلية السورية التي دمرت العديد من المدن.