معضمية الشام وقصة جديدة من قصص التهجير القسري في سورية

بالميرا مونيتور

انطلقت حافلات تقلّ ثوار أهالي معضمية الشام مع ضيوفهم من أهالي داريا وكفرسوسة، عصر أمس الأربعاء، متجهة إلى محافظة إدلب، بعد فشل خروجهم في مطلع شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، لخلاف وقع مع النظام على آلية الخروج وجهته.

حيث دخل إلى معضمية الشام صباح أمس 70 حافلة لإجلاء 3000 مقاتل ومدني، ضمن اتفاق ينصّ على خروج من تبقى من عائلات داريا، ومقاتلي معضمية الشام الرافضين تسليم السلاح مع عائلاتهم، مع مقاتلين من المزة وكفرسوسة متواجدين داخل المدينة.

تمت عملية الإخلاء برعاية الهلال الأحمر السوري، وسط غياب للأمم المتحدة، الرافضة للمشاركة في عمليات التهجير القسري، حسب تصريحات سابقة.

اعترض عملية التجهيز للإخلاء تظاهرة لأطفال ونساء، عبروا عن غضبهم لخروج ثوار المدينة إلى إدلب، ورفعوا شعار “إدلب إدلب ما بدنا… بدنا نعيش ببلدنا”، إلا أن عملية الإخلاء تمّت، وانطلقت الدفعة الأولى خارج المدينة في رحلة “التغيير الديموغرافي” التي يتبعها نظام الأسد.

وفي حديث مع مصدر من الثوار رافق الحافلات، قال “خرج من المدينة كل رافض حامل سلاح رفض تسليمه، والخشية أن تؤول المدينة إلى النظام رغم وعود قطعها النظام والهلال الأحمر بأن يدير شؤون المدينة قوة تنفيذية مشتركة من أهالي البلة والنظام”.

نظام الأسد مستمرٌ في سياسة “التهجير القسري” من خلال وسائل ضغط يستخدمها على مناطق الثوار في محيط العاصمة دمشق، حيث خرجت دفعة من ثوار قدسيا والهامة الجمعة الماضية، بعد اتفاق بين النظام والمعارضة سبقه قصف عنيف على المنطقة.

لعل الحافلات الخضراء لن تكون نهايتها في “معضمية الشام” ما لم تتخذ المعارضة السورية إجراءات تقوّي موقفها، وتواجه نظام الأسد بأوراق ضغط تمنعه من مواصلة مشروعه.