مصير العشرات من أهالي تدمر لايزال مجهول بعد سيطرة داعش على المدينة

بالميرا مونيتور – خاص

لا يزال مصير ما لايقل عن (90) مدني من أهالي مدينة تدمر شرقي حمص, مجهول بعد سيطرة تنظيم الدولة على المدينة ومحيطها منذ عدة أيام, حيث فقدت العديد من العائلات ممن كانوا داخل المدينة قبيل سيطرة التنظيم عليها بالإضافة لعدة عائلات تم فقدانها في منطقة “أبو الفوارس” في مدخل المدينة الغربي وفي منطقة “الدوّة” الزراعية على طريق عام حمص-تدمر.

فبالنسبة للمفقودين ممن كانوا موجودين في مناطق محيط المدينة, فقد كان يحاول هؤلاء الهروب من جحيم المعارك والاشتباكات قبيل سيطرة التنظيم على المدينة, وتمكن قسم كبير منهم من العبور إلى منطقة التيفور والوصول إلى حمص, فيما عجز الآخرون عن إيجاد سبل الذهاب والذين بقوا في منطقة الدوة إلى أن سيطر التنظيم على المنطقة وأعاد قسم كبير منهم إلى المدينة, ويواصلون البحث عن الباقين منهم.

أما بالنسبة للمدنيين الذين بقوا في المدينة برغم كل التطورات والأحداث التي كانت تجري في محيط المدينة لاسيما اقتراب التنظيم من السيطرة عليها, فكان هؤلاء بانتظار المصير المجهول على أيدي عناصر التنظيم وتم اعتقال العشرات منهم وإيداعهم في أماكن مجهولة دون أن يصرّح التنظيم وعناصره عن مصير هؤلاء المدنيين, وبعد اتصالات وبحث هنا وهناك اعترف عناصر من التنظيم بأن أغلب المفقودين موجودين لديهم ولا يمكن التصريح عن مكانهم, وأنهم يخضعون لتحقيقات فيما يخص علاقتهم بالنظام السوري وأسباب تواجدهم في المدينة أثناء سيطرة النظام عليها في شهر آذار المنصرم.

وقد وردت أنباء عن إفراج التنظيم عن عدد من الأشخاص بعد ثبوت عدم تورطهم مع النظام في المدينة وأنهم ذهبوا إلى مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة التنظيم.

ونشر التنظيم منذ يومين مقطع فيديو لأسرى قالوا أنهم من النظام السوري, علماً أن عدد ممن ممن شوهدوا في الفيديو هم من أهالي المدينة.

وهنا يتسائل ذوي المفقودين وأهالي المدينة في الخارج, أين النظام المجرم الذي ورط أهلنا وشبابنا بالعودة للمدينة حين قالوا أن الحياة عادت لطبيعتها وعاد الأمن والأمان للمدينة, أين هم من المفقودين اليوم الذين تركوهم ضحية وفريسة بأيدي التنظيم لمواجهة مصيرهم المجهول!

مسؤولية المفقودين يتحملها النظام السوري أكثر من تنظيم الدولة, فالنظام تركهم لمصيرهم المجهول بعد أن أجبر المئات منهم على العودة للمدينة, كموظفين ومدرسين وغيرهم وتركهم اليوم دون اي اهتمام بما جرى لهم, بينما ساعد النظام شبيحته ومواليه والمحسوبين عليه على مغادرة المدينة أثناء انسحاب جيشه الإجرامي منها.

 


تعليق