لم يعد لدى تنظيم داعش تلك القوة كما في السابق، من حيث وجود قوات كبيرة ومركزة في مناطق محددة، إنما بات يعتمد على الخلايا المكونة من مجموعات صغيرة سهلة الحركة، ومن بعض الخلايا النائمة التي تتولى في بعض العمليات مهمات لوجستية أبرزها مراقبة الطرق والمعابر.
ما حقيقة قوة داعش؟
ينقسم إلى قسمين رئيسيين: الأول قوات مركزية رئيسية وهذه تتواجد في البادية السورية، حيث التضاريس تسمح لها بالتواجد بكثافة كبيرة، والثاني خلايا متفرقة في منطقة الجزيرة السورية، وتعمل هذه الخلايا بشكل مستقل عبر تلقيها أوامرها من قادتها المعروفين باسم “أمراء المجموعات”، حسب متابعة “الحل نت”.
ويرى الباحث رشيد حوراني، في حديثه لموقع “الحل نت”، أن قوة التنظيم تعتمد على ثلاثة عوامل أولها معرفته بتفاصيل جغرافية المنطقة “مسرح العمليات” وجهل الأطراف أعدائه بها، لدرجة أن الميليشيات الايرانية في الفترة الأخيرة بدأت بتأمين طرق المواصلات لنقاطها المنتشرة في البادية وهذا دليل جهل بالمكان، وثانيها تعاون أبناء المنطقة مع خلايا داعش بسبب سوء تصرف تلك الميليشيات معهم حيث نسمع بين الآونة والأخرى مقتل رعاة الأغنام على يد الميليشيات، وثالثها هو التنافس بين الميليشيات فيما بينها على الموارد الاقتصادية وتوظيف داعش لهذا التنافس لصالحه، ومن كل ذلك نرى أن داعش ينشط أمنيا قبل النشاط العسكري وهو ما يحقق له القدرة على التأثير.
أما عن كيفية القضاء على داعش في البادية، فهو أمر ليس بالسهل حسب خبراء لـ”الحل نت”، فالتنظيم يعتمد على أسلوب التخفي خاصة بسبب ملاحقة الولايات المتحدة والحلفاء لعناصره في كل مكان.
كما أن التنظيم يلجأ للعمليات والحركة بواسطة خلايا صغيرة سهلة الحركة، هي من تقوم باستهداف الجيش السوري والميليشيات الإيرانية، وهذه الخلايا معظمها خلايا نائمة وهذه الاسباب تجعل من الصعولة القضاء على التنظيم.
البادية المستنقع المفيد لدمشق
يقول رشيد حوراني، من الناحية التقنية والعسكرية فإن حالة الترهل في الجيش السوري والميليشيات وجاهزيتها القتالية والتنافس فيما بينها، وتحول الميليشيات المحلية لمستودع للمرتزقة يحول دون قدرتها على القضاء على التنظيم حاليا، ويجعل من منطقة البادية مستنقعا قادرا على ابتلاع العشرات من المقاتلين في المنطقة.
ولكن ومن ناحية ثانية، تسعى دمشق وحلفاؤها من الإبقاء على داعش كذريعة حاضرة أمام الرأي العام العالمي كونها تساعده في المحافظة على الصورة النمطية التي يجهد في تصديرها إنه يحارب الارهاب والتطرف.
ويبقى التحالف الدولي، هو الجهة الوحيدة التي أثرت بشكل كبير على وجود التنظيم والحد منه بشكل كبير، في حين أن حرب دمشق المفترضة ضد التنظيم لم تتمكن من تحقيق شيء.