تعرضت القاعدة العسكرية الأمريكية بمنطقة التنف جنوب سوريا ، أمس الأربعاء، لقصف بطيران مسير يُعتقد أن مصدره الميليشيات الإيرانية، في تصعيد لافت بما يخص الصراع الأمريكي الإيراني بالمنطقة، في وقت تواصل فيه ميليشيا الأسد قصفها الصاروخي المركّز على منازل المدنيين والأحياء السكنية في بلدات وقرى إدلب جنوباً.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤولين أمريكيين، اليوم، أن ضربات نُفذت بطائرات مسيرة مجهولة الهوية استهدفت قاعدة التنف بالقرب من الحدود السورية الأردنية، ضمن ما يعرف بـ(منطقة الـ 55) الخاضعة لسيطرة التحالف الدولي، دون معلومات عن خسائر بشرية في صفوف تلك القوات في التقديرات الأولية.
وأشار مصدر عسكري مطلع إلى أنه من المرجح جدا وقوف الميليشيات الإيرانية وراء هذا الاستهداف، وذلك ردًا على القصف الذي طال، قبل أيام، مطار التيفور بريف حمص الشرقي، وأدى لوقوع خسائر مادية وبشرية في صفوف الميليشيات.
وفي 14 تشرين الأول الجاري، استهدف طيران إسرائيلي معسكرًا للميليشيات الإيرانية، وأسفر عن مقتل عدد من الخبراء والمتخصصين بتطوير الأسلحة في ريف حمص الشرقي، واتهمت الميليشيات حينها أن القصف جاء أيضا من قاعدة “التنف”.
ولفت المصدر إلى أن هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها قاعدة “التنف” من قبل الطيران المسير أو المجهول الهوية بوجود القوات الأمريكية، مشيرا إلى أنه تم استهداف القاعدة نفسها عام 2017 من قبل سلاح الجو الروسي ولكن حينها لم تحتوي على أي قوات أمريكية واقتصرت الأضرار على الماديات.
وذكر مصدرنا في المنطقة أن إحدى الطائرات حاولت استهداف القاعدة في ساعات المساء الأولى من يوم أمس الأربعاء، قبل أن تقوم 3 طائرات أخرى باستهداف القاعدة مع ساعات المساء الأخيرة قبيل منتصف الليل، لافتا إلى أن الطيران المسير دخل من المنطقة الشمالية لمنطقة الـ 55 في البادية السورية وتحديدا من قرية “العليانية” التي تقع جنوب مدينة تدمر، وصولا إلى قاعدة “التنف”.
وبيّن أن قوات التحابف الدولي فرضت حظرًا للطيران في سماء منطقة الـ 55، قبل أن تعود الأوضاع إلى طبيعتها مع ساعات الصباح الأولى.
من جهتها، ذكرت مصادر أخرى، أنه تم التأكيد بأن هنالك ثلاث طائرات بدون طيار جاءت من العراق ضافة إلى طائرتين من سوريا، قصفت قاعدة “التنف” العسكرية على المثلث الحدودي السوري الأردني العراقي.
وكانت ما تسمى “قيادة غرفة عمليات حلفاء سوريا” الإيرانية، هدّدت بأن الرد سيكون قاسيًا على العدوان الإسرائيلي الأخير على مقرات ميليشياتها في تدمر.
ونقلت وسائل إعلام موالية لإيران، بيانًا صادرًا عن هذه الغرفة جاء فيه: أنها “اتخذت قراراً بالرد القاسي على العدوان على تدمر”، موضحةً أنّ “الأهداف التي هاجمتها الطائرات الإسرائيلية هي مراكز خدمات وتجمّع للشباب”.
وتتصاعد الأحداث في البادية السورية وتحديدا في المنطقة القريبة من قاعدة “التنف” والتي تضم بداخلها مخيم “الركبان” الذي يقع في نقطة استراتيجية هامة قريبة من الحدود الأردنية والعراقية،