أكدت مصادر ميدانية ومحلية عدة على إطلاع بتطورات الأوضاع في البادية السورية وما حولها، أن إيران تنتظر بفارغ الصبر، الفرصة للسيطرة على منطقة 55 كم والتي يقع ضمنها مخيم “الركبان” على الحدود السورية الأردنية، وذلك من أجل “بناء قاعدة عسكرية لها هناك”.
في حين أشارت المصادر ذاتها، أن سيطرة إيران وميليشياتها على تلك المنطقة أمر صعب جدًا، بسبب التواجد الروسي والأمريكي (التحالف الدولي) في قاعدة التنف في تلك المنطقة الاستراتيجية.
وصل بغداد بدمشق عبر منطقة “التنف” والركبان
وتقع منطقة مخيم “الركبان” بالقرب من قاعدة “التنف” العسكرية في جنوب شرقي سوريا، وهي منطقة الـ 55، والتي تتواجد فيها قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
يوجد طريق يعبر بالقرب من مخيم الركبان باتجاه العراق يسمى معبر التنف، وهذا الطريق يتجه شرقا في العمق العراقي حوالي 500 كم إلى بغداد، ويدخل في العمق السوري حوالي 200 كم ويصل إلى دمشق، وهو طريق استراتيجي بالنسبة للميليشيات الإيرانية وهو يعبر أيضا بمنطقة الـ 55 الخاضعة للقوات الأمريكية وخلف هذه المنطقة يوجد مخيم الركبان”.
وأشارت المصادر إلى الضغوط الممارسة لإزالة مخيم الركبان وقاعدة “التنف” منذ أكثر من عامين من قبل إيران والنظام السوري، هدفها هو وصل بغداد بدمشق بطريق رئيسي يسهل تنقل الميليشيات الإيرانية من خلال منطقة “الركبان”، إضافة إلى قرب هذه المنطقة من الحدود السعودية.
وأكدت المصادر أن الميليشيات الإيرانية تعمل ليلًا نهارًا من أجل تحقيق الهدف في إقامة قاعدة عسكرية في هذه المنطقة وحتى في منطقة تدمر لخدمة مصالحها الاستراتيجية.
تحرك خطير وغير مدروس من إيران
وكان الملك الأردني عبدالله الثاني، حذّر من فكرة الهلال الشيعي منذ عام 2005، وذلك على إثر ارتفاع القتلى إثر الحملات المذهبية التي قادتها الميليشيات المذهبية والمرتبطة بشكل مباشر مع مشروع ولاية الفقيه.
وكان تحذير الملك في حينه استشراف للمستقبل، واليوم إيران تطبق الخناق على ما تبقى من السوريين في المنطقتين الوسطى والجنوبية، وأمام مرأى ومسمع من العالم أجمع، حسب الناشط السياسي “مصطفى النعيمي”.
وفي هذا الجانب، رأى المختص والباحث بالشأن الإيراني “ضياء قدور”، أن “إيران ومليشياتها قد ترغبان بشدة في السيطرة على المنطقة الاستراتيجية لضمان وتأمين الهلال الشيعي الواصل بين طهران ودمشق، والخلاص من هذه العقبة، لكن مصير مخيم الركبان مرتبط إلى حد كبير بمصير القوات الأمريكية المتواجدة في قاعدة التنف، التي ترى أن مخيم الركبان بمثابة خاصرة رخوة لها، ويقع ضمن نطاق سيطرتها”.
وزاد قائلًا “لذلك، برأيي، مصير مخيم الركبان سيبقى معلقاً وخاضعاً للمساومات السياسية لارتباطه بشكل أساسي بالوجود الأمريكي في سوريا بشكل عام، وحساسية الموقف العسكري في حال أقدمت إيران ومليشياتها لشن عملية عسكرية للسيطرة على هذه المنطقة، وماله من تداعيات خطيرة على هذا التحرك غير المدروس من جانب إيران ومليشياتها”.
استخبارات أردنية .. وهدف إيراني صعب التنفيذ
وحسب مصادر محلية وميدانية، فإن البادية السورية تشهد انتشارًا مكثفًا للميليشيات الإيرانية ضمن عملية ما تسمى بـ “تمشيط البادية” بحجة مكافحة “داعش”.
الجدير ذكره، إن الميليشيات الإيرانية تتوزع في عدد من المناطق والنقاط بالقرب من الحدود السورية الأردنية وأهمها: منطقة خراب الشحم بريف درعا حيث تم رصد 4 نقاط جديدة للفرقة الرابعة المدعومة من إيران، في أيلول/سبتمبر الماضي، من بينها نقطة عسكرية للقوات الإيرانية، في حين أن اللافت للانتباه أن هذه النقاط تقع على بعد أمتار قليلة من الحدود الأردنية.