بعد سنوات من سيطرة النظام عليها لا خدمات وركام وأنقاض في مدينة تدمر

بعد مرور أكثر من 5 سنوات على خروجه من منزله الكائن في الحي الشرقي بمدينة تدمر وسط سوريا، لا يزال علي الحمد (36عاماً) ينتظر العودة إلى منزله، بالرغم من انتهاء المعارك القتالية في المدينة.

ومطلع عام 2016، غادر “الحمد” منزله تحت وطأة المعارك بين القوات الحكومية وتنظيم الدولة الإسلامية.

ومع انسحاب التنظيم من المدينة أواخر بداية عام 2017، لم يتح  للشاب وعائلته ترك منزلهم المستأجر في حي مساكن الادخار في محافظة حمص والعودة إلى مدينته، لانعدام الخدمات والدمار الكبير الذي أصاب منزلهم والمناطق المحيطة به.

وفي آذار 2017 سيطرت القوات الحكومية وروسيا على مدينة تدمر، فيما بقي محيطها وأطرافها تحت سيطرة خلايا تنظيم الدولة.

وتمكنت القوات الحكومية بغطاء جوي روسي وبرفقة ميليشيات إيرانية حينها، فرض سيطرتها الكاملة على مدينة تدمر.

دمار يغطي المكان

وقال سكان نزحوا من المدينة إن نقص الخدمات والدمار في معظم المباني السكنية، يَحولُ دون عودتهم إلى منازلهم، “فالأبنية والطرقات والمحال التجارية مدمرة بشكل شبه كامل والركام والأنقاض منتشرة في كل مكان.”

وفي معظم أحياء تدمر، لا زالت مشاهد الدمار تطغى على المكان، كما أن المنطقة الأثرية بتدمر لم تسلم من الدمار، وكذلك الواحة الآثرية في المدينة.

وقال “الحمد” إن الحكومة ورغم مرور أكثر من خمسة أعوام على خروج التنظيم، “لم تقم بأي إصلاحات أو إجراءات جادة في البنى التحتية بالمدينة، كما أنها لم تخدم المنطقة بالخدمات الأساسية كالكهرباء.”

وقبيل الحرب في سوريا كانت منظمة اليونيسكو قد أدرجت مدينة تدمر على لوائح التراث العالمي.

وقال عماد الحوراني (44عاماً) وهو من سكان الشمالي بتدمر، إن الحكومة لم تقم بترحيل الأنقاض “بحجة أهميتها في عمليات الترميم.”

وقال أيضاً: “وهي لا تسمح لأصحاب المنازل المدمرة بإعادة بنائها بحجة الأوضاع الأمنية ونقص الكوادر ولامواد اللازمة.”

منازل لم ترمم

لكن عبد الرزاق العلي (53عاماً) وهو من سكان  الحي الغربي، قال إن الحكومة قامت بعمليات ترميم “ شملت بعض المنازل والبيوت السكنية والساحة العامة في المدينة.”

وأضاف “العلي” أن الخدمات لم تصل مطلقاً إلى كافة أحياء المدينة ولا حتى تلك التي تشهد نشاطا سكانياً ولم تدمر منازلها وبنيتها التحتية كالحي الغربي ومنطقة السوق الجنوبي التي تعاني من غياب الكهرباء والماء.

“الحكومة تريد فقط إظهار الوجه السياحي لمدينة تدمر على حساب السكان الذين لايزال معظمهم خارج تدمر .”