لا تدفئة في الشتاء… تعرفوا على واقع مخيم الركبان في البادية السورية

بالميرا مونيتور
في مخيّم الركبان للنازحين قرب الحدود الأردنية السورية، تعجز أم حسن عن توفير الملابس الشتوية أو أي وسيلة لتدفئة أطفالها الثلاثة الذين يضطرون صبيحة كل يوم على البحث عن بقايا نفايات وبلاستيك لإشعالها علّها تقيهم البرد.
وتقول أم حسن (نازحة من تدمر)، “أستيقظ صباحاً ولا أجد أطفالي قربي لأنهم يخرجون لجمع النايلون والنفايات من الشوارع كالأكياس والأحذية” من أجل إشعالها.
وتضيف بغصّة بينما تغطي وجهها بشال من الصوف “لا أملك ثمن المدفئة ولا أقدر أن أطعمهم كبقية الناس، فالشتاء قاس جداً علينا والأولاد بردى ولا يوجد لديهم ألبسة أو أحذية مناسبة” تقيهم برد الشتاء.
يُجدّد فصل الشتاء في كل عام معاناة آلاف العائلات في مخيم الركبان ومعظم المخيمات السورية، حيث يقيم حوالي 12 ألف شخص أغلبهم نازحون فروا من مناطق ريف حمص الشرقي وأرياف الرقة ودير الزور على وقع تقدم المعارك خلال سنوات النزاع الذي أودى بحياة قرابة نصف مليون شخص.
مع بدء هطول الأمطار الغزيرة، تتحوّل الطرق الترابية الفاصلة بين الخيم إلى ممرات موحلة، تتسرب منها المياه إلى داخل الخيم التي يحاول سكانها تمتينها عبر أحجار كبيرة تزنّرها.
قبل أربع سنوات، نزحت أم حسن التي قتل زوجها بقصف طال منزلهم في مدينة تدمر، الى المخيم حيث تقطن اليوم مع أطفالها الثلاثة. وتتكرر معاناتهم سنوياً مع بدء الشتاء بينما تعجز عن توفير مستلزمات عائلتها الأساسية من ثياب وتدفئة.
وتوضح أن أطفالها يحضرون ما يجمعونه من أشياء قابلة للاشتعال الى جارتها أم رائد، التي تملك مدفأة تستخدمها من أجل اعداد الطعام وتدفئة الأطفال. وتقول “يقضي الأطفال يومهم قرب المدفئة ويعودون الى خيمتنا للنوم عند المغرب”.
في خيمة أم ياسر (نازحة من السخنة)، المكسوة بقماش عازل للمياه، يتجمع العشرات حول مدفأة بدائية بينما تتساقط الأمطار في الخارج وتنخفض درجات الحرارة.
وقدّمت مجموعة من المتبرعين العام الماضي مدفأة الى أم ياسر لمساعدتها على تدفئة أطفالها الثمانية، ثلاثة منهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، لكن لا يتوفر وقود لإشعالها ويعتمدوا على البقايا والنفايات.
وباعتبار أنها غير قادرة على توفير الحطب أو الفحم لإبقاء النيران مشتعلة، تعتمد أم ياسر (48عاماً) على ما يحضره أطفال جيرانها وبينهم أولاد أم رغد من قصاصات وكرتون وخشب ومواد بلاستيكية بعد بحث مضن لساعات.
دخان كثيف
قبل خمس سنوات، نزحت أم علي مع أطفالها الثلاثة من مدينة تدمر إلى مخيم الركبان، لتتكرر معاناتها سنوياً في توفير وسائل التدفئة في مخيم عشوائي وسط الصحراء.ورغم أنّها تُعد من المحظيين لامتلاكها مدفأة، لكن عدم تمكنها من إحضار الحطب يجعلها تعتمد على النفايات والبلاستيك، والتي ينبعث منها دخان كثيف يثير سعالها بشكل متكرر.
هذا ويواصل قاطنو مخيم الركبان، اعتصامهم المفتوح، منذ أكثر من أسبوع قرب قاعدة التنف التابعة للتحالف الدولي، ببمطالبة بتحسين الظروف المعيشية والإنسانية لهم.

تعليق