منال الوراقي
بين الكتب والروايات إلى الأفلام، ترددت مدن وأماكن تاريخية عديدة على مسامعنا وأعيننا، حتى علقت بأذهاننا ونُسجت بخيالنا، بعدما جسدها الكتاب والمؤلفون في أعمالهم، لكننا أصبحنا لا نعلم عنها شيئا، في الوقت الحالي، حتى كثرت التساؤلات عن أحوال هذه المدن التاريخية الشهيرة، كيف أضحت وأين باتت تقع؟.بعض هذه المدن تبدلت أحوالها وأضحت أخرى مختلفة، بزمانها ومكانها وساكنيها، فمنها التي تحولت لمدينة جديدة بمواصفات وملامح غير التي رُسمت في أذهاننا، لتجعل البعض منا يتفاجئ بهيئتها وشكلها الحالي، ومنها التي أصبح لا أثر ولا وجود لها على الخريطة،
من سوريا إلى اليمن وليبيا والسودان، هنالك العديد من المدن التي دمرتها الحروب الحديثة، لعل أبرزها مدينة تدمر السورية، تلك المدينة الأثرية ذات الأهمية التاريخية الكبيرة، التي تقع حاليا في محافظة حمص بوسط سوريا، والتي يعود تاريخها إلى العصر الحجري الحديث.
ومدينة تدمر، التي يعرفها السوريون باسم “عروس الصحراء“، هي أحد أهم المواقع الأثرية في الشرق الأوسط والعالم، تقع على بعد مائة وثلاثين ميلا شمال شرق العاصمة دمشق، لكن الحرب المستمرة في سوريا، والمندلعة منذ عشر سنوات، وحملة الدمار التي نفذها تنظيم داعش، ساهم في تغيير ملامح هذا الموقع التاريخي المهم.

تدمر.. ممر التجارة العالمية في العالم القديم

أهل تدمر.. مزيج وقبائل ظلت تواجه التغيرات
مع حلول القرن الثالث بعد الميلاد، تحولت تدمر إلى مركز إقليمي بلغ ذروة ازدهاره، في عام 260 ميلادية، حين تولت الملكة زنوبيا، التي لم ترغب بأن تبقى تدمر تحت الحكم الروماني، فثارت عليهم وطردتهم من المدينة وأسست مملكة تدمر المستقلة، وفقا لدراسة قاعدة بيانات الهندسة المعمارية الدولية، الصادر من ألمانيا عام 1999.
وظلت المدينة تعافر بين السقوط والنهوض، حتى أدت التغيرات الإقليمية في المنطقة إلى تحول سكان المدينة للدين المسيحي في القرن الرابع الميلادي، ثم للإسلام في القرن السابع، وأدت الفتوحات الإسلامية إلى حُلول اللغة العربية مكان اللغتين الرومانية واليونانية.

ثقافات مختلفة ومدينة حاضنة

تدمر وانضمامها للائحة التراث العالمي للإنسانية

داعش والخراب.. وجهان لعملة واحدة

وتعرضت المدينة الآثرية، لخراب كبير نتيجة الحرب والقصف بين الأطراف المتحاربة بين أعوام 2015/2017، ولا تزال آثار تدمر تحت الخطر في ظل سيطرة روسيا وميليشياتها وميليشيات إيرانية على المدينة
وجهة سياحية دمرتها الحروب
تعليق
Powered by Facebook Comments