كشف الكاتب السوري المعارض “وائل السواح” عن ضلـوع الشيخ “محمد سعيد رمضان البوطي” بإصدار أمر اعـتقال بحقه لأحد أفرع أمن النظام السوري عام 2010.
وقال السواح في مقال على موقع “درج”، أن نقيب من شعبة الأمن السياسي يدعى “طارق جعفر” طلب منه الحضور إلى الفرع لبعض الوقت.
ولفت إلى أن طريقة استدعائه كانت بشكل لائق، كما أرادها “بشار الأسد” في الذي كان يسعى لتتجمّيل صورة نظامه وأجهزته الأمنية.
وأضاف في مقاله الذي حمل عنوان “حين أمر الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي باعتـ.قالي”، أن رئيس الفرع المقدم محسن عبد النور عامله باحترام.
وتابع الكاتب السوري أن المقدم أخبره بأن “القيادة” غاضبة من مقالاته التي تناول فيها “علاقة السلطة والتيارات الإسلامية”، وانه “مضطر لتوقيفه آسفاً”.
وأوضح أنه أخبر زوجته بمكانه وما حصل معه عبر رسالة نصية قبل أخذ هاتفه، وكالعادة بدأ اتصالاته بأصدقائه للتوسط له من أجل إطلاق سراحه.
تدخل بثينة شعبان وبشار الأسد
وقال أن أكثرها فاعلية كان مع “زوجان عزيزان”، اتصلا بمستشارة الرئيس للشؤون السياسية والإعلامية بثينة شعبان، وأخبراها باعـتقالي.
وأضاف السواح أن شعبان طلبت منهما أن يأتياها ببعض مقالاتي، فاختارا أقلّها حدّة وانتقـاداً، وأخذاها إليها، ليتم إطلاق سـراحه في اليوم التالي.
وقالت أن شعبان طلبت لقائه عن طريق “الزوجان”، وقال: “ذهبنا إلى مكتبها في قصر الروضة، وأخبرتني إن الذي أمر باعتقاله هو “رمضان البوطي”.
وأضاف عن شعبان أنه “اشتكى لوزير الأوقاف محمد السيد، الذي طلب من رئيس الوزراء وقتها ناجي العطري الأمر بتوقيفي بتهـمة إثـارة النعرات الطائفية”.
وتابعت أن بشار أبدى انزعاجاً شديداً، وأعطى أوامره بإطلاق سراحه، وقالت شعبان له: “في سوريا لن نسمح لرجال الدين بتوقيف المثقفين”، وفق قوله.
وقال أنه كان في صوتها تردّد وانكسار، ولعلّها كانت في الدرجة الأولى مستاءة من أن معـ.ركة السلطة مع القوى الدينية لا تسير في مصلحة الأولى.
وأوضح أنه انتقـد سطوة رجال الدين وهيمنة القبيسيات، مشيراً إلى أن اليومين اللذين أمضاهما في السجن كانتا أسوأ من سنوات اعتقاله “العشرة”.