يعتقد كريستوفر فيليبس نائب عميد جامعة كوين ماري في لندن، أن الحربين في ليبيا وسوريا متشابكتان بشكل غريب، وأنه في ظل استمرار حالة عدم الاستقرار والتدخل الأجنبي وحافة الهاوية الإقليمية فلا محالة أن يرتد صدى الصراع في إحداهما على الأخرى.
وأشار الكاتب في مقاله بموقع ميدل إيست آي (Middle East Eye) إلى أن مصر عندما هددت مؤخرا بالتدخل في حرب ليبيا، تلقت التأييد الكامل من دمشق.
وألمح إلى أنه قد يبدو من الغريب أن يدعم النظام السوري المحاصر -الذي لا يزال يخوض صراعا أهليا شرسا جذب إليه عددا كبيرا من التدخلات الأجنبية- تدخلا مشابها في مكان آخر بهذا الحماس الشديد. لكن يبدو -بحسب قوله- أن هذا التدخل يخدم هدفا أوسع بالنسبة للرئيس السوري بشار الأسد، ألا وهو تملق مصر وحلفائها.
كما أنه يتناسب مع نمط كان موجودا منذ بداية الحربين الأهليتين في سوريا وليبيا عام 2011. فعلى الرغم من أن الصراعين قد سلكا مسارات مختلفة، فقد أثرت حرب ليبيا بشكل متكرر على الأحداث في سوريا، حيث استُشعر صداها بطرق غير متوقعة على الجانب الآخر من البحر الأبيض المتوسط.
والآن، عندما فشل ذلك في تحقيق النجاح السريع الذي شوهد في مكان آخر، ورد الأسد بالعنف الوحشي، نظر البعض بدلا من ذلك إلى نموذج الثورة الليبية، حيث أطاح الثوار المسلحون بمعمر القذافي.
وبينما أدى هذا إلى نقاش ساخن بين أعضاء المعارضة السورية، كانت المعارضة في المنفى -المجلس الوطني السوري- بحلول عام 2012، قد أقرت رسميا الإستراتيجية المسلحة التي كان المقاتلون الثوار على الأرض يطبقونها بالفعل.
منذ ما يقرب من عقد من الزمان كانت الحرب المأساوية في سوريا متشابكة بشكل غريب مع الصراع الكئيب في ليبيا، ويبدو أن هذا النمط المحزن من غير المحتمل أن ينتهي قريبا.
وكانت ليبيا قد أصبحت بالفعل مصدرا للأسلحة ولتمويل الثوار السوريين. وفي أوائل نوفمبر/تشرين الثاني 2011، كان الثوار السوريون يتفاوضون مع الحكومة الجديدة في طرابلس بشأن توفير الأسلحة.
وأضاف الكاتب أن تدخل الأسد في ليبيا نفعي بشكل مماثل، إذ إن تأييده للواء المتقاعد خليفة حفتر، بما في ذلك منحه سفارة ليبيا في دمشق، يحمل عناصر أيديولوجية؛ فكلاهما مستبد يكره الإخوان المسلمين ويتحالف مع روسيا ويعارض تركيا.
وتابع أن خطوة الأسد الآن تأتي من الرغبة في جذب حلفاء حفتر الخارجيين الرئيسيين: الإمارات ومصر. وتبدو الحاجة الماسة للدعم الاقتصادي من إمارة أبو ظبي، وخاصة دعم اقتصاده المتعثر والمعاقَب.
وختم فيليبس مقاله بأنه مع احتمال بقاء سوريا وليبيا غير مستقرتين لبعض الوقت، وتعرضهما للتدخل والنفوذ من القوى الدولية التي ساعدت على إثارة الصراعات وإطالة أمدها؛ فمن غير المحتمل أن تكون هذه هي المرة الأخيرة التي تؤثر فيها الأحداث في البلدين على بعضهما بعضا.
فمنذ ما يقرب من عقد من الزمان، كانت الحرب المأساوية في سوريا متشابكة بشكل غريب مع الصراع الكئيب في ليبيا، ويبدو أن هذا النمط المحزن من غير المحتمل أن ينتهي قريبا.
المصدر : ميدل إيست آي – ترجمة موقع الجزيرة نت