قلعة فخر الدين المعني أو قلعة ابن معن او قلعة شيركو او القلعة العربية أو قلعة تدمر تعددت الاسماء لمشهد تاريخي وأثري مبهر،
تقوم #قلعة_تدمر على قمة جبل صخري عالٍ مكوّنٍ من حجارة كلسية، وتقع في الجهة الشمالية الغربية لمدينة تدمر الأثرية التي تبعد عن شمال مدينة دمشق ٢٣٥ كيلومتراً بقلب البادية السورية، وتعلو نحو ١٥٠ متراً عن مستوى سطح مدينة تدمر و٥٥٠ م عن مستوى سطح البحر
ويعود أصل القلعة إلى زمن الحروب الصليبية، حيث عمل أتابكة دمشق والزنكيون والأيوبيون على تجهيز المدينة بوسائل متعددة للدفاع، فكانت محصنة تقف بوجه الصليبيين كموقع دفاعي ممتاز
ان قلعة “#تدمر” في الأصل هي قلعة أيوبية، بنيت في القرن التاسع عشر حسب الطراز الأيوبي، وتشير الدلائل التاريخية والأثرية إلى أن البناء الأول لهذه القلعة يرجع إلى منتصف القرن ٦هـ/١٢م، والذي باشر العمل بها هو الأمير أسد الدين شيركوه الأيوبي (وهو عم صلاح الدين الايوبي) ؛ حيث بنيت جزء اً من خطة التحصين التي كان نور الدين زنكي قد أقرها في الاستراتيجية العسكرية التي اتبعها للتصدي للغزو الصليبي،
أما الإعمار الثاني للقلعة فقد تمّ على يد «فخر الدين المعني الثاني» (٩٨٠-١٠٤٤هـ /١٥٧٢- ١٦٣٥م
تتميز #قلعة “تدمر” بموقعها وإطلالتها وارتفاعها، فهي ترتفع (150)م عن المدينة، وإطلالتها المهمة تجذب السائح لزيارتها
والقلعة كانت عبارة عن حصن عسكري، لذلك لا نجد فيها الزخارف والمنحوتات.
وقد كانت محاطة بخندق مملوء بالماء، له جسر للدخول،بعرض 12م وعمق 12م أقيم كمانع مائي لمنع المهاجمين من الدخول إليها. وبذلك فقد كانت واسطة الدخول الوحيدة إلى القلعة هي الجسر المتحرك القائم على دعامات، والذي يقع فوق الخندق أمام المدخل الرئيسي المتجه إلى الجنوب الشرقي وعندما كان أعداء تدمر يصلون إلى أسفل القلعة كان جنود الحامية يسحبون هذا الجسر لمنعهم من الصعود إليه، لتصبح القلعة معزولة تماماً عن محيطها بواسطة الخندق الذي أستُخدم كمقلع للحجارة لبناء القلعة نفسها، ويُلاحظ أن كل أحجار القلعة أخذت من هذا الخندق، بإستثناء دعامتين صغيرتين أستُخدمتا في بناء الباب الداخلي،الذي كان مهيأ للإغلاق المحكم. وهذا كان كسباً كبيراً لمدينة تدمر، لأن بُناة القلعة لو أرادوا آنذاك أن يأخذوا من حجارة تدمر لبناء القلعة لخربوا الكثير من أوابدها، ولما وصلنا منها شيء ذا أهمية أثرية. وهناك “الطلّاقات”، وهي مرمى الأسهم
قلعة فخر الدين المعني قلعة تدمر الشامخة
وهناك أيضاً مستودعات المواد الغذائية، ومرابط للخيل والحيوانات، فالقلعة مدينة صغيرة قائمة بذاتها. ولا نجد فيها طابع الرفاهية، لأنها بنيت في الفترة الأيوبية، التي تميزت بالطابع العادي، إذ كانوا يقومون بالبناء من أجل خدمة أمورهم العسكرية فقط، وهذا ينطبق على قلعة “تدمر”.
وقد استعملت بداية في بناء القلعة الحجارة التي تم استخراجها من حفر الخندق المحيط بها، فجاءت كلُّ أبنيتها من الحجارة الكلسية البيضاء ، ويبدو أن هذه الخطة طُبِّقت منذ البناء الأول للقلعة، حيث استغلت الكتلة الصخرية للجبل شبه المخروطي، فخططت القلعة بحيث يكون الخندق محيطاً بها، لتشكل مبانيها مرتفعاً شاهقاً ستساهم الأسوار المنتصبة بشكل شاقولي في منعتها، فقد نقرت الكتل الحجرية التي كانت مكان الخندق واقتطعت منها الحجارة التي استخدمت بداية في بناء الجدران الخارجية الضخمة فكلما زاد عرض الخندق وعمقه كانت ترتفع الأسوار والمباني الأخرى للقلعة، وقد جاءت مباني القلعة الأولى متكاملة من الناحية الإنشائية والمعمارية والوظيفية وأدت الدور الذي أنشئت من أجله حيث سيطر الزنكيون والأيوبيون من بعدهم بوساطتها على تحركات القبائل والأعداء والجيوش؛ إذ صُمِّمت وظائف مبانيها لتكفي من فيها جميع متطلباتهم في حال الحصار.
وعندما وصلها الأمير «فخر الدين» كانت قد أهملت وفقدت مكانتها العسكرية، ولاسيما بعد أن تهدم العديد من أجزائها، فقام بتنظيفها وإعادة بناء العديد من أبراجها وأجزاء كبيرة من أسوارها وزاد فيها، وكذلك الأمر في مبانيها، حتى أعاد لها مكانتها الدفاعية والاستراتيجية فبدت شامخة تعانق السحاب كبيت العقاب.
وقد جاء بناء قلعة تدمر التي تحتل قمة مرتفع شاهق شديد الانحدار من جوانبه كافةً كأول بناء متكامل قوي في عهود تدمر، وزاد الخندق المحفور على جوانبها في منعتها، كما ساهم ارتفاع أسوارها وطوابقها في زيادة مدى إشرافها ومراقبتها لما يجري في حوض تدمر وقسم من جبالها وأوديتها.
وللقلعة ثمانية عشر برجاً تأخذ في أغلبها الشكل الأقرب إلى المربع، يحتل البرج الأول الزاوية الشمالية الغربية؛ في حين يحتل البرج الراThis is some textبع الزاوية الجنوبية الغربية. أما البرج الثامن عشر فيحتل الزاوية الشمالية الشرقية، ويمكن عدّ الأبراج التي تحمل الأرقام من الأول حتى الثامن أنها ترجع إلى زمن الإعمار الأول للقلعة أي القرن ٦هـ/١٢م. أما الأبراج الأخرى الباقية فإنها تعود إلى فترة الإعمار الثانية في مطلع القرن ١١هـ/١٧م، وقد بنيت أغلب هذه الأبراج على قمة سفوح صخرية منحدرة، ويزيد وجود الخندق، الملتف حول القلعة بعرض يصل من الأعلى إلى ١٢م وعمق لا يقل عن ذلك، من حصانتها ويسهل الدفاع عنها.
بنيت هذه الأبراج كافة بالحجارة الكلسية البيضا غير المتساوية الحواف، قطعت على عجل من الكتلة الصخرية التي تشكل الكتلة الحاملة للقلعة وبالتحديد من فراغ الخندق الحالي، وتختلف هذه الأبراج فيما بينها من حيث عدد الطوابق في كل منها حيث تحكمت تضاريس الكتلة الصخرية في عدد طوابقها.. ففي حين تصل في البرج الرابع إلى أربعة طوابق يلاحظ في البرج السابع أنها تتألف من طابقين فقط. وينتهي كلٌّ من الأعلى بسطح مستوٍ ذي ساترٍ دفاعي ذي شرّافات تلتف حوله، وفتح بالجدار الخارجي لكل منها مزاغل أو طلاقات بشكل شقوق رأسية تسمح للمرابطين بالأبراج بالدفاع عنها، وتتصل سطوح هذه الأبراج من أعلى ببعضها بممرات علوية مكشوفة وتربطها مع باقي أجزاء القلعة أدراج مختلفة؛ في حين يربط هذه الأبراج بعضها ببعض من الأسفل ممرات مغطاة بأسقف حجرية معقودة تسير عبر جدران القلعة وأجزائها.
ويتوصل إلى مدخل القلعة عبر الطريق الصاعد الملتف حولها شمالاً وشرقاً، والذي يؤدي إلى الطرف الخارجي للخندق الذي مازال يتقدم مدخلها الذي كان يتوصل إليه عبر جسر خشبي متحرك يتم رفعه عند وصول الأعدا إلى أسفل القلعة لتصبح معزولة عن محيطها، والذي استبدل به جسر خشبي ثابت يمتد فوق الخندق محمولاً على دعامتين حجريّتين بنيتا وسط الخندق لحمل هذا الجسر ذي الدرابزين الحديدي، والذي يؤدي مباشرة إلى مدخل القلعة المؤلف من فتحة باب مغطاة بعقد مدبب يدخل منه مباشرة إلى رحبة ثم إلى دهليز يتوصل منه إلى داخل القلعة.
وتتألف القلعة من الداخل من مجموعة كبيرة من الفراغات المعمارية المبنية بالأحجار الكلسية البيضا قليلة التشذيب وبمداميك غير متناسقة، وبطوابق متعددة يختلف عددها بحسب شكل الكتلة الصخرية أسفلها بين أربعة طوابق واثنين، تغيرت وظائف أغلبها عبر فترات استخدامها لتشابه تصميماتها الخالية من الزخارف والعناصر المعمارية المميزة؛ حيث تتوزع فيها غرف الإقامة وقاعات الاجتماعات والمستودعات والمخازن وإسطبلات الخيل والحيوانات الأخرى وصهاريج جمع الما التي كانت مياه الأمطار تستجر إليها بوساطة المزاريب الموزعة على السطوح العالية لتساق إلى الصهاريج المنقورة بالصخر لجمعها وتخزينها لحين حاجتها.
وقد غطيت أغلب الأجزاء الداخلية للقلعة بقبوات حجرية متقاطعة وبرميلية، كما تتميز القلعة بممراتها الكثيرة المتعرجة وكثرة مداخلها المعقودة، وكثرة الأدراج التي تسهل الاتصال الحركي بين الأجزا المتعددة التي تتشكل منها.