إذا كانت جائحة كورونا قد أغلقت الأبواب على عامة الناس، فإنها فتحت أبواب النهب أمام مهربي الآثار في ظل غياب الرقابة ونشاط بعثات التنقيب. ويعرض متحف اللوفر في باريس قطعا أثرية يتواصل بشأنها التحقيق القضائي، وهي سابقة غايتها التحذير من التبعات السلبية لتهريب الكنوز التاريخية.
تبرز حفنة من التماثيل النصفية والنقوش البارزة من الشرق الأوسط في جناح التحف في متحف اللوفر وهي بأختامها القضائية محور معرض استثنائي في المتحف الباريسي، يهدف إلى تسليط الضوء على الأضرار التي يتسبب بها تهريب القطع الأثرية في ظل التلاعب بالقوانين الدولية والمحلية.
وتثير أربع منحوتات أثرية لملكة العالم السفلي الآلهة بيرسيفوني المغطاة بحجابها الرخامي اهتمام الزوار وفضولهم.
وعُرضت على الجدار خلف هذه التماثيل النصفية التي ضبطت عام 2012 في مطار رواسي الباريسي صورة من الجو لمقبرة قورينا، إحدى أكبر المدن الأثرية في شمال أفريقيا.


ويشكّل الشرق الأوسط الذي يشهد نزاعات عدة، إحدى المناطق الأكثر معاناة من هذا النشاط الإجرامي المنخفض المخاطر والمربح.
وهناك مسلة لإله الطقس والحرب الحثي “تيشوب” يحمل بيمناه الفأس وبيسراه رمز الصاعقة، وكرست المسلة على شرف الأمير الحثي “هامياتس” ومصدرها الأصلي “تل برسيب” في سوريا وهي تعود إلى 900 ق.م.
ولم يكتف تنظيم الدولة الإسلامية بتدمير المدن الأثرية السورية كتدمر وأفاميا في سوريا، أو العراقية كالحضر والنمرود، بل لجأ إلى إعادة بيع ما يسميه الخبراء “آثار الدم” كإحدى الوسائل لتمويل أعماله الإرهابية.
ورأى لوجييه أن توعية عامّة الناس تتيح مواجهة هذه المشكلة إذ تتيح “الرهان على الحدّ من الطلب على الآثار المنهوبة بشكل غير قانوني”. وشرح قائلا “كلما زاد الشك لدى الناس وحرصوا على التحقق من المصدر، قلّ الطلب على التحف المسروقة، وبالتالي قلّ العرض” نتيجة لذلك.
أما عالم الآثار المتخصص في الشرق الكلاسيكي فنسان ميشال والناشط في مجال مكافحة التهريب، فشدد على ضرورة “عرض هذه القطع لجعلها غير قابلة للبيع، تماما كما هي لوحة الموناليزا غير قابلة للبيع لأن الجميع يعرفها”.
وكالات
تعليق
Powered by Facebook Comments