«القدس العربي»
في تصعيد جديد في المواجهة بين تل أبيب وطهران على الأراضي السورية واللبنانية، وإثر الانفجارات الغامضة في الجولان السوري المحتل والتصعيد الاسرائيلي على حدود لبنان، قال رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي المحتل بنيامين نتنياهو، أمس الأحد، إن إسرائيل لن تسمح لإيران بالتموضع على الحدود الشمالية، وذلك في مستهل الاجتماع الأسبوعي لحكومته.
وأضاف أن :»سوريا ولبنان يتحملان المسؤولية عن أي اعتداء على إسرائيل ينطلق من أراضيهما».
وقال نتنياهو :»لن نسمح بزعزعة أمننا وبتهديد مواطنينا ولن نتسامح مع أي مساس بقواتنا، وأجري باستمرار جلسات لتقييم الموقف مع وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش».
نتنياهو يجدد تهديده لطهران: لن نسمح بتموضع إيراني عسكري على حدودنا الشمالية
يأتي هذا في ظل تهديدات من حزب الله بالرد على اغتيال إسرائيل لأحد قادته في سوريا مؤخراً بغارة استهدفت الأراضي السورية. وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الخميس الماضي تعزيز قواته على الحدود الشمالية، بعد تهديدات من الحزب.
ويسود الحذر على الحدود اللبنانية الجنوبية مع فلسطين المحتلة، وثمة من يترقّب تطورات على تلك الجبهة في ضوء التعزيزات العسكرية الاسرائيلية التي تترافق مع استفزازات في الأجواء اللبنانية نتيجة تحليق مكثّف لطيران العدو الاسرائيلي فوق المناطق الجنوبية، والذي بلغ العاصمة بيروت ومناطق جبيل وكسروان والبقاع.
وعلى الجانب الآخر، تفقّد وزير الدفاع الإسرائيلي الحدود مع لبنان، وأعلن «أننا لا نسعى للتصعيد لكننا سنردّ بقوة ولن ننتازل عن مصالحنا الأمنية».
وفي سياق التصعيد، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس، قذائف دخانية قرب موقع عسكري تابع له في مرتفعات بلدة «كفر شوبا» المحتلة الواقعة في منطقة العرقوب، من قضاء حاصبيا، جنوبي لبنان.
وحسب مراسل وكالة الأناضول، أصابت القذائف الساتر الغربي لموقع «رويسات العلم» العسكري التابع للجيش الإسرائيلي، ضمن البلدة اللبنانية المحتلة.
وترافق ذلك مع تحليق للطيران الحربي الإسرائيلي، وطائرة استطلاع فوق جنوبي لبنان.ولم يصدر الجيش الإسرائيلي تعقيباً فورياً على الحادث.
ومساء السبت، أعلن الجيش اللبناني تعرض أجواء بلاده في اليومين الماضيين لـ29 خرقاً جوياً من الجانب الإسرائيلي.
وذكرت مواقع إخبارية أن طائرة إسرائيلية مسيرة أسقطت في الجنوب اللبناني أمس، وسط مخاوف إسرائيلية من تسرب معلومات منها. ويسيطر «حزب الله» اللبناني على منطقة جنوب لبنان، المحاذية للحدود مع إسرائيل.
ميدانياً، هزّ انفجار قوي مدينة رأس العين التي تسيطر عليها القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها، في شمال سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أكد أن انفجاراً بـ«دراجة نارية مفخخة» أودى بحياة ثمانية أشخاص بينهم ستة مدنيين صباح الأحد في رأس العين. وأسفر الانفجار عن إصابة نحو 19 شخصاً بجروح، بينهم حالات خطرة، حسب المصدر ذاته، وكذلك وكالة الاناضول.
وعادة ما توجه وزارة الدفاع التركية أصابع الاتهام للمقاتلين الأكراد. وقد اتهمت الأحد مجدداً في تغريدة على تويتر، وحدات حماية الشعب الكردية، التي تصنفها بأنها مجموعة «إرهابية»، بتنفيذ التفجير في رأس العين.
وكان انفجار سيارة مفخخة الأسبوع الماضي في مدينة رأس العين قتل أربعة أشخاص وأصاب عشرة آخرين، حسب المرصد.
وفي سياق السياسة الروسية التي جعلت من إدلب شمال غربي سوريا ساحة للتصعيد، وتصفية حسابات مع تركيا، أمطرت قوات النظام السوري والميليشيات الروسية الداعمة لها ريف إدلب بعشرات الصواريخ والقذائف، أسفرت عن مقتل مدني وجرح آخرين فضلاً عن خسائر عسكرية أخرى لحقت بصفوف قوات المعارضة السورية المسلحة وهيئة تحرير الشام جراء الضربات المدفعية.
الدفاع المدني السوري «الخوذ البيضاء»، أكد من جانبه مقتل رجل وإصابة اثنين آخرين، أمس، نتيجة قصف قوات النظام بالصواريخ بلدة «عين لاروز» في جبل الزاوية جنوب إدلب، فيما أكدت مصادر محلية لـ «القدس العربي»، تعرض البلدة لكم هائل من قذائف الهاون «المورتر»، من قبل النظام السوري والميليشيات الروسية، رغم دخولها ضمن الاتفاق الروسي – التركي الموقع في الخامس من شهر آذار/ مارس من العام الحالي.
ورصدت «القدس العربي» تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي تسأل «لماذا لا يتحدث أحد عن تحليق الطيران الإسرائيلي الذي يصل إلى العاصمة؟ هذا طيران معاد يخترق السيادة أم لا؟ وهل علينا التطنيش أو المسامحة وكأننا لا نسمع شيئاً؟».
ومن ضمن التعليقات من يعتبر أنه حان الوقت لاستخدام صواريخ حزب الله للردع، فيما مناصرون لحزب الله عبّروا عن توقّعهم بردّ الحزب على مقتل أحد عناصره في دمشق بقولهم «نحن الذين أكرمهم الله كي يروا الصهاينة بهذا الخوف: مختبئين وحذرين، يرسلون الوساطات، ويترقّبون مَن لا يشكّون أنه سيضربهم، يعرفون لماذا؟ ولكن لا يعرفون كيف ومتى وأين وكَم؟ نحن الذين عشنا في زمن المقاومة».
وفي مشهد يعكس حجم القلق من أي تحركات تؤدي إلى تصعيد، حصل إشكال بين قوات اليونيفيل، وتحديداً الكتيبة الإسبانية، مع مواطنين من بلدة الوزاني قيل إنهم يعملون في مجال رعي المواشيز
واستنكرت بلدية الوزاني « ما تعرض له مواطنون من أبنائها يعملون في مجال رعي المواشي من اعتداء وقطع طريق وإطلاق نار من قبل قوات اليونيفيل العاملة في جنوب الليطاني «، وطالبت « الجهات المختصة بمتابعة الموضوع وتحميل المسؤوليات وعدم تكرار هذا الأمر مجدداً.