بالميرا مونيتور
تشهد مدينة تدمر وضواحيها والخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية والمحلية الموالية لها، خلال الأيام الماضية، انتشار ظاهرة غريبة تمثلت في اختفاء الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 سنة و40 سنة من أسواق وشوارع المدينة وأريافها،
خلو المدينة وريفها من الشباب تزامن مع بدء الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري حملاتها الدورية للتجنيد الإجباري والسحب لخدمة الاحتياط والتي تقوم بها في مثل هذا الفترة من كل عام، مما دفع الشباب إلى تجنب الخروج إلى الأسواق والبقاء في المنازل خوفاً من الإمساك بهم، كما فضلت الغالبية منهم، الهروب إلى مدينة حمص والشمال السوري.
مصادرنا في المدينة وفي حمص ذكرت، أن الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري بالتعاون مع الشرطة العسكرية ومليشيا الدفاع الوطني تقوم بتسيير دوريات مشتركة في أسواق المدينة وشوارعها وضواحيها بحثاً عن مطلوبين للخدمة الإجبارية في جيش النظام.
وأكدت مصادرنا، أن الدوريات المشتركة ستنطلق بحثاً عن مطلوبين للخدمة الإجبارية اعتباراً من الأسبوع القادم، وستشمل عمليات البحث والتجنيد جميع الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 سنة و40، ولا يحملون مصدقات تأجيل أو إعفاء من الخدمة.
وأوضح الشاب “علي العلي” من أبناء المدينة أن “العملية بسيطة جداً، ولقد حصلت معي العام الماضي بعد أن تم الإمساك بي في أحد شوارع المدينة، حيث طلب مني عناصر الدورية دفع مبلغ 200 ألف ليرة سورية بشكل فوري من أجل إطلاق سراحي، وهذا ما فعلته”.
وأضاف أن “الأوضاع الاقتصادية السيئة للعائلات في المدينة، لن تسمح لهم بدفع رشاوي مقابل إطلاق سراح أبنائهم، ولذلك اضطر البعض إلى التطوع لصالح المليشيات الإيرانية والدفاع الوطني خوفاً من تجنيدهم في صفوف جيش النظام السوري، وإرسالهم إلى جبهات القتال، أو إرسالهم إلى النقاط العسكرية في البادية السورية والتي يسيطر عليها تنظيم داعش”.