بدأت الفرق الآثارية الروسية السورية مشروعا مشتركا لإعادة تأهيل نبع (أفقا) الذي يعد المصدر الأساسي للحياة والأم التي أنجبت مدينة تدمر التاريخية وسط الصحراء السورية.
ويهدف المشروع الأثري لإعادة تدعيم وتنظيف نبع (أفقا) بعد تعرضه للتخريب الممنهج نتيجة الحرب السورية وأعمال القصف من قبل النظام السوري وتنظيم الدولة، كما يشمل إزالة الردميات التي تراكمت فيه على مدى السنوات السابقة.
وتناول مؤتمر صحفي عقد في العاصمة السورية دمشق، بمشاركة خبراء المديرية العامة للآثار والمتاحف وجمعية الحفاظ على التراث التاريخي والثقافي الروسية، منهجيات العمل وعمليات تأهيل النبع الذي يكتسي بأهمية استثنائية تاريخية وسياحية واقتصادية.
الخبير الأثري الروسي تيمور كارموف، مدير (حملة نبع أفقا)، تناول في تصريح لـ “سبوتنيك” الأهمية الأثرية لهذا المشروع ودوره في إعادة الحياة لهذا النبع وإعادة الفلاحين إلى مزارعهم في واحة تدمر.
وقال كارموف أن (حملة نبع أفقا) هي الخطوة الأولى التي تقوم بها الجمعية في مدينة تدمر، منوها بالأهميته التاريخية والاقتصادية التي يتسم بها النبع بالنسبة لمدينة تدمر.
واستعرض الخبير الآثاري الروسي خلال المؤتمر الذي عقد ضمن القاعة الدمشقية في المتحف الوطني بدمشق، بعض صور مراحل إنجاز المشروع خلال أسبوعين من عمليات الترميم على مساحة (6.24 كيلو مترات مربعة) ولمكتشفات اثرية مهمة عثر عليها أثناء العمل تعود لعصور مختلفة.
وأشار الخبير الروسي إلى مشاركة عدد من المؤسسات الروسية في المشروع، وإلى رغبة مؤسسات أخرى عديدة المساهمة في ترميم المعالم التاريخية في سوريا.

من جهته، أكد مدير عام الآثار والمتاحف نظير عوض لـ “سبوتنيك” أهمية المشروع الذي يقع في أحد أهم المواقع الأثرية السورية، ويعتبر ثروة اقتصادية.
ولفت عوض إلى أن هذا المشروع ينفذ بناء على الاتفاقية الموقعة مع الجانب الروسي لترميم وإعادة تأهيل عدة مواقع ومعالم تاريخية بمدينة تدمر الأثرية ومنها نبع أفقا الذي هو عبارة عن نبع مائي وكهف أثري محفور ضمن الصخر.
ويشارك في تمويل المشروع معهد التراث في موسكو ومركز “كاباردينو بالكاريا” العلمي التابع لأكاديمية العلوم وشركة “أو ك أن بروجكت” الروسيتين.
ويقدر باحثون عمر النبع بـ 6 آلاف سنة ويقع في الطرف الجنوبي الغربي من مدينة تدمر وتتدفق مياهه من مغارة أثرية في جوف جبل المنطار عبر تسع آبار جوفية طبيعية محفورة في الصخر الكلسي واكتشف العديد من المذابح المنحوتة.