على خطى داعش.. معسكرات إيرانية لتدريب الأطفال في مدينة تدمر..

بالميرا مونيتور – حصري

بدأت الميليشيات الإيرانية المنتشرة في مناطق عديدة في منطقة البادية السورية، بإنشاء معسكر تدريبي جديد داخل مدينة تدمر، والتي ستضم معسكرات تدريب للأطفال على غرار المعسكرات الإيرانية الخاصة بتدريب الأطفال في مناطق دير الزور والتي سبقها إليها تنظيم داعش إبان سيطرته على المنطقة.
وبحسب مصادرنا داخل المدينة، فإن المعسكر (وهو إحدى المدارس في المدينة) تم إنشائه وتجهيزه
في الحي الشمالي لمدينة تدمر.
وأفادت المصادر، أن إيران تسعى أن يكون “المعسكر الجديد” مركزي لتدريب الأطفال من أبناء سكان تدمر وما حولها محذرةً من خطورة هذه الخطوة على المنطقة والأطفال السوريين لجهة خلق جيل مؤدلج يحمل العقيدة والفكر الفارسي،  ويكون ذراع إيران في المستقبل.
ولفتت المصادر إلى أن الميليشيات الإيرانية في تدمر وريفها يقودها جنرال إيراني يدعى “الحاج كمال عباس” ويملك ميليشيا إيرانية مؤلفة من حوالي 4 آلاف مقاتل.
وتستغل تلك الميليشيات كونها الفئة المسيطرة على المدينة وبيدها الحل والربط في كل شيء، وتلعب على وتر الحاجة المادية والمعيشية لمن تبقى من سكان مدينة تدمر والمنطقة المحيطة بها.
يجدر بالذكر، أن “حزب الله” الذي يمكلك ميليشيات ومواقع في تدمر والبادية أيضاً، يعمد منذ فترة على تسريع عمليات تدريب وتأهيل الأطفال ويقوم بالزج بهم في مواقع أقل أهمية خلف المقاتلين المحترفين.
لكن ومنذ العام الماضي، بدأ الحزب يضخ دفعات من المقاتلين الأطفال الذين لا تزيد أعمارهم عن 16 عاماً للقتال في الجبهات في مواقع تعرّضهم إلى القتل المباشر.
يذكر أن الميليشيات الإيرانية نشطت في تدمر بعد سيطرتها برفقة النظام السوري وروسيا على مدينة تدمر عام 2017 وبدأت تنشر أفكارها ومعتقداتها لدى أهالي المدينة، وتبين ذلك بعد استعادة سيطرة داعش للمدينة في أواخر العام نفسه ونشره لصور لحسينيات شيعية في بعض منازل المدينة.
ولدى حزب الله العديد من المؤسسات التعليمية والاجتماعية والاقتصادية والدينية عدا عن تلك السياسية والعسكرية، وهذه كلّها مؤسسات يتم فيها استقطاب وتجنيد وتدريب العناصر التابعة له فيها منذ الصغر.
ومكمن خطورة هذه المؤسسات في أنها تعمل أولاً وأخيراً على تغيير توجهات وانتماءات البيئة الشعبية التي تعمل في إطارها لتصبح تابعة للولي الفقيه الإيراني.
وفي كل هذه المراحل، يتم تجنيد المزيد من الأطفال والشباب للانضمام إلى حزب الله والميليشيات الإيرانية الأخرى، بعد أن تكون قادة تلك الميليشيات، قد استكملت عملية غسيل الدماغ التي يتعرض لها الطفل في مؤسساتها والتلقين الطائفي للدين وفق النظرة الفارسية أو كما يسميه المفكر الإيراني علي شريعتي بـ “التشيّع الصفوي”.
وبعدها يصبح العضو في خدمة الواجب الجهادي المقدس، أي في خدمة أوامر الولي الفقيه حيث يتحول الإنسان إلى مجرد آلة يتلقى التعليمات لينفذها، أو كما كان زعيم الحشاشين يفعل بأتباعه عندما يأمرهم بأن يلقوا بأنفسهم من مرتفع شاهق فيفعلون دون تردد.