بات الرباط في مناطق البادية السورية واحداً من أشد أنواع العقوبات، التي تمارسها الميليشيات الإيرانية في سوريا ضد عناصرها كنوع من العقوبة عن أمر ما.
حيث أرسلت ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني، أمس الأربعاء، حافلتين انطلقتا من “السيدة زينب” جنوبي دمشق إلى مناطق البادية السورية، إذ تقلان أكثر من 55 عنصراً من عدة جنسيات لبنانية وإيرانية، ومنهم متطوعين سوريين يعملون مرتزقة في صفوف الميليشيا.
وفي التفاصيل التي نقلتها مصادر محلية وميدانية، أكدت أن ميليشيا “الحرس الثوري” أرسلت العناصر إلى مناطق البادية المشتعلة، عقوبةً لهم على تأخرهم عن دوامهم وانشغالهم بأمور خارج عملهم ومهامهم اليومية الموكلة إليهم.
إذ قامت بجمع العناصر في “باصين”، وأرسلتهم للرباط في مناطق البادية السورية، إضافة إلى حرمانهم من الإجازات لمدة شهرين كاملين كعقوبة قاسية على استهتارهم وتأخرهم في الإجازات.
الأمر جاء حسب ما أشارت إليه المصادر، من قائد في “الحرس الثوري” يدعى “الحاج شفيع” بعد وصوله تقارير كثيرة عن العناصر المتأخرين في إجازاتهم، وعن عدم التزامهم بأوامر قادة الحرس بشكل عام خلال الفترة الماضية.
تعد هذه العقوبة كبيرة ومخيفة، ولاسيما للعناصر الذين يخافون من منطقة البادية، بعدما أصبحت مقبرة واسعة ابتلعت مئات العناصر، والسيارات والأرتال العسكرية، وخاصة أنهم أرسلوا إلى بادية “دير الزور” للرباط في النقاط العسكرية المنتشرة وسط المنطقة والتابعة للحرس الثوري.
يذكر أن تنظيم “داعش” يتحصن في المناطق الصحراوية التي يصعب تمشيطها منذ خسارته أبرز مواقعه الاستراتيجية في سوريا قبل سنوات، وينفذ بين الحين والآخر هجمات خاطفة ضد قوات النظام وميليشيات تابعة لروسيا وإيران، في حين يشير المراقبون إلى أن الميليشيات الإيرانية تحاول تثبيت تواجدها في مناطق استراتيجية في البادية السورية وتوسيع نفوذها هناك بحجة محاربة “داعش”.