ضعف إنتاج “موسم الزيتون” في تدمر..مرارة جديدة تُضاف لمعاناة الأهالي

بالميرا مونيتور

بدء شهر تشرين الثاني الذي ينتظره “عادةً” غالبية المزارعون في مدينة تدمر متأملين ببدء إنتاج موسم الزيتون لإعانتهم “بمردوده المادي” على قضاء احتياجاتهم الأسرية التي أثقلها تدهور الوضع المعيشي في مناطق سيطرة النظام السوري. 

الإنتاج الضعيف، والأمراض التي فتكت بأشجار الزيتون خلال الموسم الحالي، دونا عن احتراق مئات الأشجار نتيجة تعرض واحة تدمر لحريقين في العام الحالي من جهة، وموت المئات منها نتيجة عدم الري خلال بين عامي 2013/2015 من جهة أخرى ، أدّت لارتفاع أسعار الزيت، والزيتون بمختلف أصنافه ضِمن السوق المحلية لمدينة تدمر ومحافظة حمص، ناهيك عن فتح باب التصدير بطرق غير شرعية نحو الأراضي اللبنانية من قِبل المهربين.

مراسلنا في تدمر نقل عن عدد من المزارعين قولهم بأن الموسم الحالي تسبب بخيبة أمل للفلاحين، بسبب ضآلة الكمية المقتطفة من “بساتين الزيتون” في المدينة، والتي توقعنا ان تكون كافية وجيدة وتغطي تكاليف معيشتنا.

و بحسب ما أفاد به المهندس الزراعي م.أ.أ وهو من أبناء تدمر، عن الأمراض التي تصيب الزيتون نتيجة الاهمال وغيره من الأسباب الخرى، والتي أدت بشكل كبير لفشل الموسم:

مرض “سلّ الزيتون” وهو أحد الأمراض البكتيرية التي تشكّل مجموعة من العُقد المتكتلة على أفرع الأغصان، والتي تساهم بسحب السلة الغذائية التي تحاول الوصول إلى حبيبات الزيتون لتزويدها بالغذاء اللازم للنضوج، .

مرض “ذبابة الزيتون- حفارة الساق” وهما مرضان سريعَا الانتشار في البساتين، حيث تسهم ذبابة الزيتون بشكل واسع بتلف حبات الزيتون، ويتراجع إنتاج الزيت المستخلص منها، ولها قابلية واسعة بالانتشار، نظراً لقيامها بزرع بيضها أسفل حبات الزيتون لتبدأ على إثرها بتفقيس البيض، والمساهمة بنشر المرض على الحبيبات الصحيحة.

بينما تعتبر “حفارة الساق” من أخطر الأمراض التي تتسبب بضعف الإنتاج المحلي للزيتون وذلك نظراً لعدم رؤيتها بالعين المجردة حيث تعتمد على التغلغل بساق الأشجار، من ثمّ تبدأ بحفر الجذع المسؤول عن نقل الأغذية للأغصان، والأوراق، وصولاً إلى حبّ الزيتون بشكل عامّ.

اقرأ أيضاً: تراجع كبير في زراعة النخيل والزيتون والاهتمام بها في تدمر

 

وأشار المهندس بأن ارتفاع أسعار المبيدات الحشرية بنسبة تجاوزت الـ 130% عن باقي الأعوام الماضية أدَّى لعزوف شريحة واسعة من المزارعين عن الاهتمام بأراضيهم، وقدّرت تكلفة الدونم الواحد من رشّ المبيدات العلوية، والسفلية، وحراثة الأرض، وريّها بما يقارب الـ “مليون ليرة سورية” على مدار السنة، وهو أمر لم يَعُدْ بإمكان الكثيرين القيام به نظراً للأوضاع المعيشية الصعبة التي يمرّون بها من جهة، والتضخّم الاقتصادي الذي تمرّ بها سورية من جهة أخرى.

تجدر الإشارة إلى أن النسبة الكبيرة من أهالي مدينة تدمر، كانوا يعتمدون بشكل كبير على “مؤنة” الزيتون حيث يترتب على أرباب الأسر وضع من 10-25 كيلو زيتون من كل عام، فضلاً عن الحصول على صفيحة زيت “بلدي” الأمر الذي بات يعتبره الكثيرون من رفاهيات الحياة بسبب ارتفاع أسعاره خلال هذا العام، وقرروا الاستغناء عنه ولو بشكل جزئي.

تعليق