صافي الياسري: ماراثون احتلال الحدود العراقية – السورية

 

الكاتب والمفكر-صافي الياسري
ثمة ماراثون تواجد واحتلال تتسابق فيه عدة عربات ،لكنها بمجملها تمثل فريقين متناحرين ،نظام الاسد وحلفائه الايرانيين وميليشياتهم السورية والعراقية والافغانية والباكستانية و حزب الله اللبناني من جانب وقوات التحالف والميليشيات العاملة بركابها من الاكراد وابرزهم (قسد ) وبعض العشائرالعربية في الشمال الشرقي السوري ،امتدادا من التنف الى ربيعة .
الماراثون الذي يتسابق فيه هؤلاء هدفه السيطرة على الحدود السورية – العراقية
ايران تريده منفذا سالكا من طهران الى بغدادالى دمشق وبيروت ،بينما يريد الحلفاء قطع الطريق على ايران بترسيخ مناطق امنة كما هي مفردات اجندة التحالف بموافقة روسيا ،ويتوقع المراقبون تقاطع خطى المتسابقين على هذه الجغرافيا مستشهدين بقصف الطائرات الاميركية لقافلة مسلحة يقال انها من ميليشيات الحشد التابعة لايران والتي تقاتل الى جانب النظام السوري ،وتوجيه القوات الاميركية انذارا للقوات والميليشيات الايرانية بانه في حال التماس المسلح مع قوات التحالف ستضرب في العمق الايراني ،الى ذلك تصاعدت حدة التوتر والتصريحات فقد صرح الاكراد في منطقة الحدود العراقية السورية – غربي الموصل وشرقي القامشلي ،انهم سيقاتلون الحشد اذا ما فكر في التوعل الى الاراضي السورية ،بينما صرح هادي العامري قائد فيلق بدر انهم الان على الحدود السورية ،وهدد قيس الخزعلي بالتوغل داخل العمق السوري .
ومؤخرا وفي هذا السياق تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، شريط فيديو يظهر القيادي في مليشيات ‘الحشد الشعبي’ التابعة للنظام الإيراني المدعو ‘أبو عزرائيل’ على الحدود العراقية السورية، وذلك بعد أن استولت تلك الميليشيات على مناطق غربي مدينة الموصل.
وأكد ‘أبو عزرائيل’ إنه ورفاقه يتمركزون حالياً أمام جبل سنجار شمال غرب العراق، حيث تفاخر باحراقه لمنطقة العدنانية ‘السُنية’ غربي الموصل، وذلك قبل أن يتوعد أحد رفاق ‘أبو عزرائيل’ بأنهم سيكملون شهر رمضان في سوريا.
يشار الى  أن المدعو ‘أبو عزرائيل’ هو قيادي في ‘كتائب الإمام علي’ المنضوية في ميليشيات ‘الحشد الشعبي’ التي أنشأها النظام الايراني في العراق، وتم تحويله إلى رمز طائفي، وروجت له وسائل الإعلام التابعة لما يعرف بـ’الحشد الشعبي’ وأظهرته كـ’بطل’، ولا يخلو حديث أبو عزرائيل، في مئات مقاطع الفيديو التي يظهر فيها، من توعد أبناء المدن والقرى ‘السنية’ بالتدمير والقتل.
وكان القيادي في ميليشيات ‘الحشد الشعبي’ وأمين عام منظمة ‘بدر’، هادي العامري، قد أعلن الاثنين، وصول تلك الميليشيات إلى الحدود العراقية السورية.
هذا وأعلنت ميليشيات ‘الحشد الشعبي’ مؤخراً اعتزامها خوض القتال في سوريا إلى جانب قوات الأسد، وذلك بعد السيطرة على مدينة الموصل العراقية التي تخوض حالياً معارك ضارية مع تنظيم ‘الدولة’، وبغطاء جوي من قوات التحالف الدولي.
الاميركان من جانبهم تحركوا على جغرافيا الغربية وصولا الى الحدود العراقية السورية الاردنية ،واقنعوا العبادي بالتعاقد مع شركة  امنية لحماية الطريق الدولي بنية تطوير عمليات اعمار الانبار ومن ثم قطع الطريق على الحشد لربط قواته في سوريا بقواته في العراق
ويخترق الطريق السريع من بغداد الى عمان صحراء العراق الغربية ، حيث تجوب جماعات مسلحة وعصابات اجرامية مهددة حركة الشاحنات والمسافرين.
وتوسطت الحكومة الاميركية لتوقيع عقد بين العراق وشركة اوليف غروب الأمنية لتأمين الطريق وتطويره بفتح محطات خدمة ومطاعم ومقاه ومناطق استراحة مع اكشاك جباية ليكون اول طريق سريع في العراق يُستخدم مقابل رسوم.
ويشير مراقبون الى ان الولايات المتحدة تريد الدخول من باب التنمية الاقتصادية لاستعادة شيء من نفوذها في العراق بعد انتهاء الحرب ضد داعش.
ولكن المشروع سرعان ما وقع أسير الحسابات الجيوسياسية والاحتقانات الطائفية والصراع بين الولايات المتحدة وايران التي تبدو مصممة على اجهاض مشروع الطريق السريع بوصفه تحدياً لنفوذها في العراق ورمزاً للوجود الاميركي على اعتابها.
وتوعد قادة ميليشيات المدعومة من النظام الإيراني  يعد رسائل من طهران باستئناف الهجمات ضد القوات الاميركية إذا قررت ادارة ترامب إبقاء قوات لتدريب الجيش العراقي وتنفيذ عمليات خاصة لمكافحة الارهاب. واستهدف قادة الميليشيات مشروع الطريق السريع تحديداً بتهديداتهم.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي دعم فكرة تطوير الطريق السريع بين بغداد وعمان واتخذ موقفاً قريباً من الولايات المتحدة في وقت يتزايد فيه نفوذ ايران في العراق ، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.
ومن أشد المعارضين لمشروع الطريق السريع السياسي الشيعي والنائب السابق عزت الشابندر الذي يقول ان الميليشيات التي تدعمها ايران أقوى من الجيش العراقي ولا يستبعد ان تعمل ايران على تنحية العبادي إذا أصر على تنفيذ المشروع.
وبحسب دبلوماسيين اميركيين في العراق فان المشروع يخدم هدفين احدهما دفع عجلة التنمية الاقتصادية في محافظة الأنبار التي يعاني اهلها السنة من التهميش والاستبعاد بسبب سياسات الحكومة المركزية الخاضعة لسيطرة الأحزاب الشيعية ، والتي تعمل ميليشيات ايران في اراضيها حالياً. والهدف الثاني هو الحد من النفوذ الايراني الذي اثار اتساعه وترسخه قلق حلفاء مهمين للولايات المتحدة مثل تركيا والسعودية.

تعليق