أعلن تنظيم الدولة “داعش” يوم الاثنين الماضي، أنه فجّر محطة كبرى للغاز تؤمّن ثلث حاجات سورية من الطاقة الكهربائية، وذلك بعد شهر على سيطرته على المحطة الواقعة بالقرب من مدبنة تدمر في ريف حمص الشرقي.
والتفجير الذي نفذه التنظيم ضد شركة حيان النفطية “أخرجها عن العمل”، وكان العمل توقف في المحطة منذ شهر بعد تقدم التنظيم في تدمر وسيطرته على كافة حقول ومحطات النفط والغاز في المنطقة.
ونشر التنظيم تسجيل فيديو بعنوان “تفجير شركة حيان للغاز في شرق محافظة حمص” يظهر رجلاً يضع متفجرات ويربطها ببعضها بأسلاك ثم ينتقل المشهد الى صورة عامة لانفجار ضخم في المحطة.
كانت الطاقة الكهربائية التي يتم توليدها بفضل الغاز الذي تؤمنه شركة حيان، يشكّل ثلث الطاقة في البلاد تقريبا”، وتؤمّن المحطة 3,7 ملايين متر مكعب من الغاز الطبيعي يومياً، وتعتبر من المحطات النادرة التي لا تزال تنتج بطاقتها القصوى تقريبا” في سورية، وتؤمّن المحطة الطاقة الكهربائية لمحافظة دمشق خصوصاً وأيضاً لمحافظتي حمص وحماة (وسط سورية).
وتعتبر المحطة من أكبر الاستثمارات االصناعية السورية، ومن أهم البنى التحتية الاقتصادية التي دمرت منذ آذار 2011.
شركة حيان، هي شركة عاملة مشتركة ذات شخصية إعتبارية أسست بموجب عقد حيان للتنقيب عن النفط والغاز بين “الشركة السورية للنفط” وشركة “إينا” الكرواتية بنسبة مساهمة 50% لكل جانب، وتعمل لصالح هاتين الشركتين وبالنيابة عنهما بموجب العقد الموقع بتاريخ 30/3/1998 والمصدق بالقانون رقم /6/ تاريخ 4/8/ 1998 ومقرها مدينة دمشق، إضافةً إلى الشركة المتعهدة “بتروفاك”، ونفذته شركة “ليد” الوطنية السورية العائدة لنزار الأسعد.
وبدأت الشركة في عام 2005 بتنفيذ أعمال الحفر والإنتاج في حقولها المكتشفة من قبل شركة اينا الكرواتية، وبلغت التكلفة الاجمالية لإنشاء الشركة حوالي 30 مليون يورو .
وتبلغ القيمة المادية لمردود إنتاج معمل غاز ابن حيان، نحو مئات الملايين من الدولارات حاليًا، فقد بلغت كلفته عند الإنشاء 291 مليون يورو، إضافةً إلى تأمينه لـ 200 فرصة عمل، إذ يبلغ عمر المعمل إلى الآن حوالي سبع سنوات.
يعتبر معمل غاز ابن حيان، الثالث على مستوى سورية بعد تدشين معملي “غاز الأول” جنوب المنطقة الوسطى، والثاني في إيبلا.
كما يعالج معمل غاز حيان، الغاز الخام من حقول: (جحار، المهر، جزل، المزرور، المستديرة)، والتي تنتج الغاز الخام غير القابل للاستخدام، وتحويله إلى غاز نظيف، وتصديره إلى شبكة الغاز الوطنية، ومنها إلى المستهلكين.
مصدر رئيسي للكهرباء
تبلغ إنتاجية المعمل نحو 3.5 مليون متر مكعب من الغاز النظيف، وزيادة إنتاج النفط نحو 6 آلاف برميل يوميًا، و180 طنًا من الغاز المنزلي، الأمر الذي يؤدي في الوضع الحالي إلى زيادة ساعات تقنين الكهرباء، و إنتاج الغاز المنزلي لدى المدن السورية.
ويُشار إلى أن تنظيم الدولة “داعش”، قام أيضاً بتفجير شركة المهر للنفط والمجاورة لشركة حيان منذ حوالي العام وأدى التفجير حينها، إلى إخراج الشركة والمحطة عن الخدمة.
بالميرا مونيتور- مكتب الدراسات