بالميرا مونيتور – تدمر :
أفادت تنسيقية تدمر بقيام سلطات النظام المتواجدة في المدينة منذ يومين، بفتح مياه الآبار المحيطة في المدينة، بهدف إيصال المياه للمنازل التي يقطنها عائلات و عناصر تابعين لجيش النظام و الميليشيات الأجنبية المساندة له، مع العلم التام لتلك السلطات بأنه لا يوجد لا أنابيب و لا صنابير مياه صالحة للاستعمال في تلك المنازل و منازل المدينة بالعموم ” فتلك الأنابيب و الصنابير قسم منها تم تدميره نتيجة القصف الجوي و المدفعي الهستيري من قبل النظام و روسيا قبيل سيطرتهم على المدينة، و القسم الأكبر منها تم سرقته من قبل عناصر النظام و موالين له بعد سيطرتهم على المدينة.
حيث و بعد أن تم فتح المياه، طافت شوارع ومنازل و ممتلكات أهالي المدينة (المهجّرون عنها)، مما سيؤدي إذا لم يتم تدارك الأمر إلى تصدع أساسات المنازل، و تدمير ما تبقى من الأثاث الخشبي فيها.
و يعيش في تدمر حالياّ ما لا يزيد عن 60 عائلة ممن تم إجبار الكثير منهم على العودة للمدينة، ليتظاهر النظام السوري أمام العالم بأنه أعاد المدينة لأهلها و عادت الحياة الطبيعية لها، مع التنويه بأن منازل تلك العائلات لم تصلها و لم يحسب حسابها بالماء، و إنما يتم توزيع المياه و الغذاء عليهم من قبل منظمة الهلال الأحمر، و يعيشيون كالزوار في مدينتهم و ممتلكاتهم.
حيث هجّرت سلطات النظام و روسيا بفضل قصفها الهستيري و الهمجي على المدينة أثناء سيطرة تنظيم الدولة عليها، أكثر من 85 % من سكان المدينة، فمنهم من يعيش في المناطق المحررة في الشمال السوري ( وهم القسم الأكبر) و منهم من اختار العيش في مناطق سيطرة التنظيم في “الرقة” و “دير الزور” و ريفيهما من باب الاختيار كأفضل السيئ، و منهم من ذهب إلى بلدان اللجوء كتركيا و ألمانيا و غيرهما، كما توجد نسبة قليلة من السكان و لا تتجاوز 5% من سكان تدمر، تقيم في مناطق سيطرة النظام في مدينتي “دمشق” و “حمص” و العائلات المتواجدة في المدينة حالياً، تم استقدامها من مناطق سيطرة النظام فقط.
حيث تخاف العائلات المتواجدة في الشمال و الشرق السوري، العودة للمدينة بسبب انعدام كافة سبل الحياة في المدينة من جهة، و بطش سلطات النظام و عملائه من جهة أخرى، ففي أول أيام سيطرة النظام على المدينة قامت بإعدام أربع أشخاص من المسنّين وفاقدي العقل بتهمة انتمائهم لتنظيم الدولة أو التعاطف معه، لتكون تلك رسالة من النظام لأهالي المدينة مفادها بأنه هذا مصيركم ولا مكان لكم في مدينتكم.