سكان مدينة السخنة يرتادون الكهوف و الجبال هرباً من طائرات الأسد و روسيا

بالميرا مونيتور – السخنة – خاص :

أفاد العديد من أهالي و مدنيي مدينة “السخنة” الواقعة (70كم) إلى الشرق من مدينة “تدمر” بريف حمص الشرقي، أفادوا بأنهم و منذ شهور عدة أصبحوا يعيشون في الكهوف و الجبال المجاورة للمدينة هرباً من القصف الجوي المتواصل من طائرات النظام السوري و روسيا على مدينتهم.

حيث تتعرض مدينة السخنة الخاضعة لسيطرة “تنظيم الدولة” لغارات جوية من الطيران الحربي و المروحي السوري والروسي بشكل شبه يومي، ما اضطر الأهالي إلى مغادرة المدينة و البحث عن أماكن بعيدة أو أخف قصف نوعاً ما، فتوجه العديد منهم إلى المناطق و القرى المجاورة، كمنطقتي “الطيبة” و “الكوم”، و عدد كبير منهم غادر إلى مدينة “الرقة” و ريفها، فيما اختار البقية و يقدر عددهم بـ ( 40 ) عائلة البقاء في الجبال و التلال المحيطة بالمدينة، بانتظار توقف القصف للعودة إلى مدينتهم و منازلهم.

اهالي السخنة في الكهوفيقول أبو رائد، أحد المواطنين الذين يعيشون في الجبال و الكهوف:

تعاني المدينة من قصف بشكل شبه يومي من الطيران بالصواريخ و البراميل المتفجرة و منها بالقنابل العنقودية المحرمة دولياً، فلم نعد نستطيع العيش حتى في الأقبية بسبب نوعية السلاح و الصواريخ المستخدمة في القصف، و التي تخترق الأبنية مهما كانت، هذا دون عن توفر المياه و الكهرباء و غيرها من سبل الحياة الضرورية، ما اضطرنا للتوجه للجبال و الكهوف علّها تقينا من جحيم القصف.

و يقول أبو النصر :

بعد أن قررنا الهروب من المدينة، ذهبنا إلى مدينة الرقة لنرى كيف يعيش الناس هناك و نحاول أن نجد لنا بيتاً نتآوى فيه أنا و عائلتي، فاصطدمنا بعد شهرين من الإقامة هناك بواقع معيشي أليم يعانيه معومي الدخل المادي، فآجارات البيوت غالية جداً و مصاريف العائلة هناك أيضاً مرتفعة و لا يوجد كهرباء و ماء بدون مقابل مادي لاستجلابها، فعمري الكبير لا يساعدني على العمل و تحصيل مقابل مادي لي و لعائلتي، و ليس لدي شباب ليعملوا و أعيش على رواتبهم، فقررت العودة لمدينتي و ارتياد أحد الكهوف في جبال السخنة بانتظار الفرج و العودة لمدينتي و بيتي.

 

فيما يخص القصف التي تتعرض له المدينة، فتعيش مدينة السخنة و منذ سيطرة تنظيم الدولة عليها في منتصف شهر أيار من عام 2015، تتعرض لقصف سبه يومي من الطائرات و المروحيات الحربية السورية و الروسية، ما أدى إلى دمار بنسبة (60%) في منازل و أحياء المدينة و أدى ذلك إلى نزوح الأهالي بعد انعدام سبل الحياة الرئيسية كالماء و الكهرباء و غيرها، كما انعدمت المشافي و النقاط الصحية في المدينة، مما يضطر الأهالي لقطع آلاف الكيلومترات لإسعاف المصابين و الجرحى، و منهم من يموت على طريق السفر أو بعد أيام من الوصول للمشافي في الرقة، بسبب معاناة الطرق الصحراوية و عدم توفر الإسعافات الأولية.