بالميرا مونيتور
لأول مرة في تاريخهم, أهل تدمر و سكانها يحيون أول عيد لهم بعيداً عن مدينتهم التي تقبع تحت سيطرة النظام السوري و ميليشيات أجنبية موالية له .
حيث يمر عيد الفطر السعيد لهذا العام, غصة و حسرة أمام أهالي مدينة تدمر النازحين و المهجّرين عن مدينتهم في شتى بقاع الأراضي السورية و دول الجوار السوري, فمدينة تدمر اليوم خاوية على عروشها, لا يوجد فيها سوى عناصر من جيش النظام السوري و عناصر أجنبية آسيوية موالية له, إضافة إلى بعض العناصر الروس العاملين مع النظام السوري, لا سيما بعد إنشائهم لقاعدة عسكرية روسية في المدينة.
حيث شُرّد أهالي تدمر نتيجة قصف و قمع النظام السوري وروسيا إثر الحملة العسكرية الشرسة التي شنّوها على المدينة إبان سيطرة تنظيم الدولة عليها بحجة مقاتلة التنظيم, فكان أن هجرها أكثر من 80 % من السكان تحت وطأة تلك الحملة التي أرعبت و أهانت السكان بكل الأشكال, كما هجرت نسبة أخرى قليلة للمدينة نتيجة ممارسات و انتهاكات التنظيم, لكن من المعروف أن المدينة و أهلها تآمر عليها النظام السوري و روسيا و التنظيم سواء, فسلّم النظام المدينة لداعش على طبق من ذهب, و قصفوها و نكّلوا بأهلها لمدة لا تقل عن عام, و من ثم بدأت مسرحية تحريريها التي قصمت ظهر البعير و اجبرت ما تبقى من سكان على النزوح هرباً من القصف الهمجي التي استهدف المدينة أثناء استعادة السيطرة عليها.
و يتوزّع أهالي تدمر في مدن الرقة و ريفها و ريف دير الزور و ادلب و حلب وريفيها, إضافة إلى هجرة العديد منهم إلى تركيا و أوروبا, و لعل النزوح الخطر و الأصعب هو لعشرات العائلات التي هربت في الحملة الأخيرة على المدينة و استقروا في “مخيم الرقبان” ذو الظروف المعيشية الصعبة و القاسية على الحدود الأردنية السورية.
و يبقى نازحي مدينة تدمر يتسائلون و يفكرون, متى العودة إلى مدينتهم و منازلهم و أملاكهم, في ظل الخوف من استفراد النظام و أعوانه بهم, بعد أن أعلن أن المدينة أصبحت آمنة و على من يود العودة فليعد, و في ذات الوقت سرق النظام و العناصره بيوت و املاك الأهالي و أحرقها و تم اعتقال و قتل العديد ممن عادوا إليها.