شكلت حالة التضييق على الحريات الإعلامية خلال النصف الأول من عام 2020؛ الهاجس الأكبر للإعلاميين، إذ كانت سبباً مباشراً لمعظم الانتهاكات المرتكبة بحقهم، وسط استمرار الانتهاكات ضد الإعلام في سوريا، رغم انخفاض وتيرة المعارك والقصف، والتي تعد أحد أبرز الأسباب للانتهاكات على مدار السنوات السابقة.
كما كان للإجراءات الاحترازية المتخذة في عموم سوريا (وإن كانت بشكل جزئي) للوقاية من فيروس كورونا المستجد، آثارها المباشرة على عمل الإعلاميين وانخفاض النشاط الإعلامي وبالتالي تقليص عدد الانتهاكات.
في النصف الأول من العام الحالي، ارتفعت وتيرة الانتهاكات تارةً وانخفضت تارةً أخرى، واحتلت محافظة إدلب عناوين معظم التقارير الشهرية التي أصدرها المركز، نتيجة لاستمرار سياسة التضييق على الحريات الإعلامية التي تنتهجها “هيئة تحرير الشام” في مناطق سيطرتها.
بالمقابل، يبقى النظام السوري وحليفته روسيا مسؤولين عن ارتكاب الانتهاكات الأشد فتكاً بالإعلاميين، كالقتل والإصابة، إما في سجون النظام السوري أو عبر الاستهداف الممنهج للإعلاميين أثناء ممارستهم لعملهم.
وتستمر “الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا باتباع سياستها في التضييق على الإعلاميين، من خلال منعهم من ممارسة العمل الإعلامي في مناطق سيطرتها.
مقتل إعلاميين اثنين خلال النصف الأول من العام
مع مضي النصف الأول من عام 2020 يكون المركز السوري للحريات الصحفية في رابطة الصحفيين السوريين، قد وثق في سجلاته وقوع 34 انتهاكاً ضد الإعلام في سوريا، كان من أبرزها مقتل إعلاميَين اثنين، وإصابة 8 آخرين، إلى جانب12 حالة اعتداء بالضرب، و6 حالات احتجاز واختطاف و6 حالات من الانتهاكات الأخرى (المنع من العمل أو التغطية).
هيئة تحرير الشام في صدارة الجهات المرتكبة للانتهاكات
تصدرت “هيئة تحرير الشام” قائمة الجهات المنتهكة خلال النصف الأول بمسؤوليتها عن 15 انتهاكاً من مجموع الانتهاكات 34، جميعها ارتكبت في إدلب منها 11 انتهاكاً خلال شهر حزيران الماضي.
وللمرة الأولى تحل روسيا ثانياً وتسبق النظام السوري بمسؤوليتها عن 6 انتهاكات، فيما ارتكب النظام 3 انتهاكات وتساوت معه المعارضة السورية وكذلك حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، وارتكبت قوات سوريا الديمقراطية انتهاكاً واحداً، فيما لم يتم التعرف عن المسؤولين عن ارتكاب 3 انتهاكات متبقية.
توثيق 3 انتهاكات ضد الإعلاميات
سجل المركز 3 انتهاكات ضد المرأة الإعلامية، انتهاكان ارتكبا في محافظة الحسكة فيما ارتكب الانتهاك الآخر في إدلب.
لم يسجل المركز أي انتهاك ضد مؤسسات إعلامية خلال النصف الأول، الأمر الذي يعزوه المركز إلى قلة عدد المؤسسات العاملة في الشمال السوري حيث وقعت معظم الانتهاكات، والذي أكدته آخر احصائية مسحية صادرة عن المركز السوري للإعلام وحرية التعبير.
كما لم يسجل المركز أي حالة انتهاك خارج البلاد ضد إعلاميين وصحفيين سوريين، في حين سجل 3 انتهاكات ضد إعلاميي القوى المسلحة، وانتهاكين ضد الصحفيين الأجانب.
تظهر مقارنة أعداد الانتهاكات المرتكبة خلال النصف الأول من العام2020 مع تلك المرتكبة على مدار النصف الأول من السنوات السابقة، انخفاض الخط البياني للانتهاكات تدريجياً منذ عام 2017، الذي سجل أكبر نسبة انتهاكات.
ويستعرض التقرير حصيلة انتهاكات نصف عام، من عدة نواحي، ومقارنتها مع الانتهاكات المرتكبة في النصف الأول من السنوات السابقة، كما يستذكر ضحايا الإعلام خلال النصف الأول من العام الحالي وأهم الانتهاكات المرتكبة.