داعش لا يزال قريب من تدمر، وعمليات النظام وحلفائه تقتصر على القصف من بعيد

بالميرا مونيتور – خاص:

تتزايد التساؤلات اليومية عن مراحل تقدم جيش النظام والميليشيات الموالية له، بعد سيطرتهم على مدينة تدمر بريف حمص الشرقي مؤخراً، حيث لم تحقق تلك القوات أي تقدم فعلي على الأرض بعد السيطرة على المدينة، وتقتصر عملياتها على القصف الجوي والصاروخي على مواقع التنظيم في محيط المدينة.

خلال أيام عدة فقط وبعد سيطرة النظام والميليشيات المساندة له على مدينة تدمر، اقتصرت إنجازات تلك القوات، على السيطرة فقط على مطار تدمر العسكري والذي يبعد (3 كم) إلى الشرق من المدينة، كأبعد نقطة تسيطر عليها لتؤمن محيط المدينة من هجمات عناصر التنظيم المتواجدين على بعد مسافة لا تزيد عن (4 كم) إلى الشمال والشرق من المطار ذاته، حتى أن المطار يتعرض وبشكل شبه يومي لعمليات قصف صاروخي ومدفعي من التنظيم، الأمر الذي يؤكد قرب عناصر التنظيم منه، وأنه ليس بعيد عن مرماهم هو ومن فيه من قوات وآليات.

وفي سياق متصل، أعلنت وكالة اعماق التابعة للتنظيم وخلال فيديو نشرته أول أمس، عن استهدافها للمطار بالمدفعية الثقيلة، وأظهر المقطع مدى اقتراب التنظيم وتمركز مدافعه وعناصره بالقرب من المطار.

وعلى صعيد عمليات النظام والميليشيات المساندة له في محيط المدينة، فتقتصر تلك العمليات وحتى يومنا هذا، على القصف الجوي والصاروخي المدعوم بسلاح الجو الروسي على مناطق تواجد عناصر التنظيم التي انسحي إليها بعد سيطرة تلك القوات على المدينة، والتي تتركز في مناطق: (وادي الأحمر، صوامع الحبوب) إلى الشرق من تدمر، ومناطق: (مستودعات التسليح، المقالع، آبار العمي) إلى الشمال الشرقي من تدمر، ومناطق: (السكري، سبخة الموح) جنوب شرقي المدينة.

حيث تتعرض المناطق المذكورة سابقاً، لقصف جوي وصاروخي بشكل يومي منذ الصباح وحتى مغيب الشمس دون أي اشتباكات بين الطرفين في مناطق القصف، أو محاولات جدية من قوات النظام للتقدم والسيطرة على مواقع جديدة وتأمين محيط المدينة من هجمات عناصر التنظيم.

أما فيما يخص الوضع الميداني داخل مدينة تدمر، فأعلنت وزارة الدفاع الروسية أول أمس عن بدء عمل فرق إزالة الألغام وبمشاركة ضباط من الجيش السوري، من أحياء المدينة والمنطقة الأثرية، كما لم تسمح قوات النظام إلى الآن بعودة أهالي المدينة المتواجدين في مناطق سيطرتهم بشكل رسمي، واقتصرت عودتهم على اليوم الأول من سيطرة النظام على المدينة فقط، وكانت تلك العودة تتمثل بجلب بعض الشخصيات المحسوبة على النظام نفسه برفقة الجيش، لتصوير الريبورتاجات التي تظهر وكالعادة للإعلام العالمي بأن المدينة قد تحررت وأن سكانها عادوا إليها بفضل الجيش السوري و روسية والميليشيات المساندة لهم.

كما تواصل الميليشيات المحسوبة على النظام وبرفقة بعض الموالين من أهالي المدينة، تواصل عمليات السرقة والتخريب في بعض المنازل التي سلمت من قصف تلك الميليشيات نفسها في بعض أحياء المدينة.

ويرى مراقبون، بأن السيناريو السابق لسيطرة جيش النظام برفقة الروس على تدمر، يتكرر بنفس التفاصيل، حيث اقتصرت سيطرة النظام وميليشياته السابقة، على أجزاء من محيط المدينة دون ان يتم تأمينها بشكل كامل، وكانت مواقع التنظيم لا تبعد عن المدينة سوى بضع كيلومترات قليلة، الأمر الذي ساعد التنظيم بإعادة الهجوم ومحاصرة قوات النظام برغم وجود ميليشيات أجنبية وعتاد متطور برفقة الخبراء الروس، ومن ثم السيطرة على المدينة في مدة لا تتجاوز الثلاث أيام.

كما تركت حينها القوات المنسحبة دون أية مقاومة تذكر، عتاد وآليات ومدرعات وأسلحة وذخائر متنوعة، كانت غنيمة سهلة لعناصر التنظيم، ذخّر فيها التنظيم قواته وهاجم النظام في عدة مواقع وصولاً إلى مطار التيفور العسكري شرق حمص، والذي حاصره التنظيم لمدة تتجاوز الشهرين.