حفريات وتنقيبات سرّية جديدة داخل الحرم الأثري في مدينة تدمر

بالميرا مونيتور – خاص

تواصل المديرية العامة للآثار والمتاحف التابعة للنظام السوري إلى اليوم وبعد أكثر من ثمانية أشهر على سيطرة جيش النظام وحلفاؤه على مدينة تدمر شرقي حمص, تواصل نفيها وتكذيبها لوجود أي عمليات تنقيب وحفريات في المنطقة الأثرية بتدمر, فيما تفيد المعلومات والصور والشهادات من داخل المدينة بعكس ذلك تماماً, حيث نشرت تنسيقية تدمر, صور عدة تبين تنقيبات وحفريات جديدة داخل الحرم الأثري في المدينة وبالتحديد في مواقع (معبد بل-محيط المسرح الروماني-محيط قوس النصر-وادي القبور-معسكر ديوقلسيان-المدافن الجنوبية الشرقية والبساتين المحيطة بها), توضح تلك الصور عمليات سبر وحفريات جديدة في تلك المواقع.

فيما يروي شهود عيان وأشخاص عاملين سابقاً ضمن البعثات الأثرية من المدينة, يروون مايشاهدونه من بعض تلك الحفريات وتواجد معدات للكشف والتنقيب عن الآثار في المواقع المذكورة وفي المنطقة الأثرية بالعموم, وركّزت تلك الشهادات على قيام خبراء روس بتلك العمليات دون مشاركة أو مراقبة لجيش النظام وسلطات سورية معنية فيها, حيث وبعد سيطرة النظام على المدينة في شهر آذار المنصرم بدأ خبراء روس بعملية قالوا انها لإزالة ألغام وعبوات ناسفة كان قد زرعها تنظيم الدولة (داعش) أثناء سيطرته على المدينة, فيما يؤكد أهالي المدينة وأشخاص مهتمين بعدم وجود أي تلغيم أو تفخيخ داخل الحرم الأثري بتدمر, بالنظر لكون تنظيم الدولة كان يلغّم ويفجر المواقع والمعابد الأثرية أمام أعين العالم أجمع دون اكتراث لتمويه تلك العمليات لطمس تاريخ وحضارة المدينة والمنطقة ككل.

ومنذ إعلان الجيش الروسي وعن طريق حكومة النظام السوري عن عمليات إزالة الألغام تلك, لايزال الروس يسيطرون على المنطقة الأثرية ويديرونها دون مشاركة فعلية أو حتى إعلامية أو خبرات للنظام فيها.

كما وتفيد المعلومات الواردة من داخل المدينة من شهود العيان وأشخاص مهتمين بالواقع الأثري للمدينة, باستمرار تواجد وعمل خبراء يهود كانوا قد أتوا للمدينة منذ حوالي خمسة أشهر, استمرار عملهم في السبر والتنقيب في الحرم الأثري بحماية ورعاية من عناصر وخبراء الجيش الروسي في المدينة ويرجح أن تكون اعمال التنقيب والسبر تلك, كلها مرتبطة بالمجموعة اليهودية المتواجدة في المدينة حيث بدأت تلك المجموعة والمؤلفة من ثمانية أشخاص, عملها في عمليات سبر وتصوير في محيط قوس النصر وداخل معبد بل المدمر, ونشرنا حينها تقرير يوثق تلك العمليات والذي نفته المديرية العامة للآثار والمتاحف بدورها دون أي توضيح أو تعقيب على ذلك, ولم تعلّق المديرية إطلاقاً على موضوع المجموعة اليهودية المتواجدة في تدمر.

وفيما يخص السيطرة وإدارة المنطقة الأثرية, فهي تخضع للسيادة الروسية بشكل تام دون أي مشاركة أو عمل لسلطات النظام فيها, ولا يُسمح لأحد من قبل الروس حتى عناصر النظام ومسؤوليه من الدخول للمنطقة الأثرية أو مشاهدة ومراقبة مايجري فيها منذ أن انتهت عملية إزالة الألغام والتي صورها إعلام النظام حينها بشكل مختصر نقلاً عن قنوات ومواقع روسية.

وبحسب شهادات البعض من أهالي المدينة على موضوع تواجد المجموعة اليهودية هناك, فتقول إحدى الشهادات بأنه: سمع وأثناء تواجده بالصدفة في ساحة المتحف, حديث باللغة العبرية بين شخصين يرتدون زي مدني عادي ويحملون معهم معدات تصوير وتنقيب حديثة ومعهم عنصرين من الجيش الروسي مخصصين لحمايتهم, فيما تقول شهادة أخرى وفي نفس الموقع بأنه رأى إحدى اللقى الأثرية وهي لوحة كبيرة موضوعة في سيارة مدينة وعليها كتابات جديدة بأحرف عبرية, يُعتقد بأنها علامات وترقيمات لعمل ومشروع ما, تقوم به تلك المجموعة في المنطقة الأثرية بتدمر.

كما لم تعلق منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة والمسؤولة عن حماية التراث العالمي والتي تعد مدينة تدمر من أهم المواقع المسجلة لديها, لم تعلق أو تأخذ بعين الاعتبار إطلاقاً كل تلك التقارير والدراسات عن  عمليات التقيب تلك, المنظمة التي رحّبت بسيطرة النظام السوري على المدينة دون اكتراث لما آلت إليه المنطقة الأثرية بتدمر من خراب وسرقات على أيدي ضباط وعناصر النظام ومسؤوليه قبل سيطرة تنظيم الدولة على المدينة.

ولا تزال حتى يومنا هذا, المديرية العامة للآثار والمتاحف والمسؤولة عن الجانب الأثري والتراث في سورية, تنفي أي عمليات تنقيب أو حفر في المنطقة الثرية بعد سيطرة النظام على المدينة, دون أي تعقيب أو تعليق أو حتى توضيح إعلامي مصور من داخل تلك المنطقة تنفي كل الإدّعاءات التي نشرتها العديد من الصحف ووسائل الإعلام العالمية, بما فيها جريد التلغراف البريطانية والتي نشرت منذ فترة قريبة تقريراً يفيد بوجود عمليات حفريات وسرقات من المنطقة الأثرية بتدمر.

 

مقالة لجريدة التلغراف عن تنقيب وسرقات في المنطقة الأثرية بتدمر:

http://www.telegraph.co.uk/news/2016/10/03/under-the-russians-noses-looters-continue-to-plunder-treasures-o/#

ترجمة المقالة للغة العربية:

https://palmyra-monitor.net/archives/4174

 

الصور التي نشرتها تنسيقية تدمر حديثاً عن مواقع حدثت فيها حفريات وتنقيبات جديدة في الحرم الأثري:

تتطلب عرض الشرائح هذه للجافا سكريبت.

 


تعليق