حفريات عشوائية في مواقع أثرية بتدمر و”النظام” شريك الجميع

خالد الحمصي-بالميرا مونيتور

تعرضت جميع المواقع الأثرية المعروفة في بريف حمص الشرقي، خلال السنوات الماضية، لعمليات تنقيب وحفريات كبيرة شارك فيها عناصر تابعين لجيش النظام السوري وميليشيات أجنبية، بالاضافة لعناصر تنظيم داعش خلال سيطرته على المدينة بين عامي 2015/2017.

ومن أهم المواقع الأثرية التي جرى ويجري التنقيب والحفر فيها في تدمر، المدافن الجنوبية الشرقية والبساتين الجنوبية ومحيط فندقي الميريديان وسميراميس.

ويمثل موقع المدافن الجنوبية الشرقية، نموذجاً لأعمال التنقيب العشوائي وغير المشروع، فعناصر الميليشيات الإيرانية يحفرون المكان بحجة أنهم يقومون بأعمال تحصين وخنادق قتالية.

وقال محمود التدمري، وهو اسم مستعار لشاب يعمل في مجال الآثار في تدمر، إن عشرات العناصر الأجانب في المدينة يعملون في التنقيب العشوائي، معظمهم يتلقون تسهيلات من عناصر النظام السوري والدفاع الوطني.

وتضع اتفاقية لاهاي (1954)، المعتمدة من قبل الأمم المتحدة، قواعد لحماية السلع الثقافية أثناء النزاعات المسلحة.

غير أن مجموعات منظّمة نهبت المتاحف والمواقع الأثريّة في سوريا بهدف الاتجار غير الشرعي بقطعها النادرة، بحسب ما وثقته منظمة اليونسكو.

وخلال مؤتمر عقد في العاصمة البلغارية لبحث سبل مواجهة نهب الآثار السورية في أيلول/سبتمبر عام 2015، قالت إيرينا بوكوفا، مديرة منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة (اليونسكو) إن “الصور الفضائية أظهرت أن المواقع الأثرية في سوريا تنخرها الآلاف من الحفريات غير القانونية”.

“النظام شريك الجميع”

وقال “التدمري” إن “أشخاصاً محسوبين على النظام السوري يقومون بشراء القطع الأثرية وغيرها من الأشخاص العاملين في التنقيب، إذ يقومون بشرائها وتهريبها إلى تركيا ولبنان لبيعها هناك بمبالغ خيالية”.

وأشار إلى أن الأشخاص العاملين في التنقيب إضافةً إلى التجار الذين يقومون بشراء القطع الأثرية جميعهم أو أغلبهم يعملون بإذن من “النظام السوري” مقابل حصولهم على نسبة.

كما تواصل ميليشيا الدفاع الوطني التابعة للنظام السوري ومن خلال تواجد عناصرها وتموضعهم في منطقة الوادي الأحمر شرقي تدمر، تواصل عمليات التنقيب والحفر العشوائي أيضاً بحجة التدشيم والدفاع العسكري.

“قصف مدمر”

تعرضت الأوابد الأثرية في مدينة تدمر بين عامي 2012/2013، لقصف عشوائي بقذائف الهاون والمدفعية والصواريخ من قبل قوات النظام التي كانت تتمركز حينها في قلعة تدمر وفرع الأمن العسكري ومطار تدمر، حيث تعرض حينها معبد بل ومتحف التقاليد الشعبية والتترابيلون إضافة لمواقع اثرية أخرى، تعرضت لدمار جزئي نتيجة القصف.
كما جرت في ذات التاريخ، أعمال تنقيب وحفر عشوائي من قبل عناصر تابعين للنظام السوري ومدنيين متعاونين معهم، إضافة لعناصر من بعض الفصائل المسلحة التي كانت تتواجد في منطقة بساتين تدمر.

الدمار الأوسع لأوابد وآثار تدمر، كان على يد تنظيم داعش أثناء سيطرته على المدينة بين عامي 2015/2017، فقد دمّر التنظيم معظم المعالم الأثرية الشهيرة في المدينة.

كما ساهمت المعارك والقصف المتبادل أثناء سيطرة روسيا والنظام السوري على المدينة، لدمار كبير في معظم المواقع الأثرية في المدينة

 

الجدير بالذكر أن كل أعمال التنقيب كانت تجري بإسناد ودعم من ضباط وعناصر الجيش السوري في المدينة، وكانت ولا تزال اللقى الأثرية تباع لهم ويتم تهريبها عن طريقهم.

تعليق