مجزرة جديدة يضيفها نظام الأسد لسجل مجازره بحق الإنسان والحجر والشجر في سورية، وفي هذه المرة وهي ليست الأولى ونأمل أن تكون الأخيرة قبيل الرحيل طالت المجزرة بساتين واحة تدمر يوم الأثنين 25 / 5 / 2020.
وأكدت مصادر متابعة أن حريقاً التهم أشجار النخيل في واحات بساتين تدمر، وامتد إلى قرب فندق تدمر الشام وبالقرب من المدافن الأثرية الجنوبية الشرقية.
ونقل إعلام نظام الأسد عن مايسمى معاون رئيس مصلحة زراعة تدمر أحمد يوسف – وهو المقيم خارج المدينة حاليا، ويرجح أنه في مدينة حمص التي تبعد عن مدينة تدمر أكثر من 150 كيلومتراً- تصريح له بالقول إن مصلحة الزراعة والدفاع الوطني والجهات المختصة في تدمر تعمل على إخماد الحريق الذي لم تعرف أسبابه حتى الآن. بحسب زعمه…. مضيفاً حسب إدعاءه أن مساحة الحريق تبلغ نحو مئة وخمسين هكتاراً من بساتين واحة تدمر التي تبلغ مساحتها كاملة نحو أربعمئة هكتار ..
تابعنا مع مصادرنا في المدينة على مدار ثلاثة أيام للوقوف على حقيقة ما حصل ومن الجهة الفاعلة المحتملة التي ارتكبت هذه المجزرة بحق أشجار في منطقة أثرية ويزيد عمرها عن عشرات السنين، وقد أكدت لنا مصادرنا بالاضافة لمصادر مطلعة من أبناء مدينة تدمر المهجرين منها، أن الحريق مفتعل 100% وشمل البساتين الممتدة من فندق الديديمان وصولا لوادي عيد بنسبة ضرر واتلاف ما معدله 70 % من النخيل المتبقي .
الجدير بالذكر بحسب المصادر أنه وقبل الحريق كانت اشجار الزيتون والرمان قد فقدت نتيجة انقطاع السقاية لمدة ثماني سنوات تحديداً من شهر شباط عام 2012 عندما اقتحمت “قوات الأسد ” واحتلت المدينة بالدبابات وضعت فيها الحواجز ومنعت منذ ذلك التاريخ دخول المزارعين إلى بساتينهم إلا بموافقة أمنية من فرع البادية ( الأمن العسكري ).
وأضافت مصادرنا: إن دخول المدنيين إلى مدينة تدمر بحاجة لموافقة وسماح من الجهات المختصة كما يسمونها ( الجهات الأمنية ) .. حامل الأذن يستطيع فقط دخول المدينة بينما لا تسمح له الموافقة بالدخول الى البساتين، مشيرة إلى أن المخول الوحيد بالدخول إلى بساتين واحات تدمر هم العسكريين التابعين لميليشيات الأسد والميليشيات الإيرانية وفي قدمتهم ميليشيا جزب الله وفاطميون وزينبيون -ولا يسمح للمدنيين بالمطلق-.
وتضيف مصادرنا لقد شهدت اللأيام التي سبقت إندلاع الحريق المفتعل هطولات مطرية غزيرة وشتاء بارد ورطب، يجعل من غير المنطقي القبول بفرضية نشوب الحريق وانتشاره بفعل الطقس الحار .. لم يكن الطقس حارا ولا جافا قبيل الحريق ما يؤكد فرضية أنه مفتعل بل يمكن القول بإنه تم اضرامه في أكثر من جهة بالبساتين حيث شوهدت النار مندلعة في أكثر من مكان بشكل منفصل عن بعضها في آن واحد
وختمت مصادرنا حديثها بالقول إن الميليشيات المسيطرة على مدبنة تدمر لحظة حدوث الحريق ولاتزال هي:
فاطميون وزينبيون وميليشيا حزب الله اللبناني، يضاف إليهم شبيحة ما يسمى بـ ” الدفاع الوطني ”
فمن هو الذي بإمكانه الوصول إلى بساتين واحات تدمر وإرتكاب هذه المجزرة الرهيبة بحق الطبيعة..؟
هذه المجزرة أعادة بنا الذاكرة إلى شهر أيار عام 2012، عندما إرتكبت “قوات الأسد ” من ضمن أولى مجازرها، عندما اقتلعت وأبادت بيارت الصبار عن بكرة أبيها على جانبي المتحلق الجنوبي في أراضي كفر سوسة وداريا بدمشق، بزعم إختباء الإرهابيين فيها، وقتلت أحد الفلاحين كل ذنبه أنه توجه إليهم برجاء إبقاء بيارته التي هي رزق أسرته، وليس له مصدر رزق آخر .





