بالميرا مونيتور:
أفرج تنظيم الدولة “داعش” عن نحو 18 مواطن مدني من أهالي مدينة تدمر المعتقلين لديه منذ سيطرته على المدينة في الحادي عشر من شهر كانون الأول من العام المنصرم.
حيث وبعد سيطرة التنظيم على المدينة، كان مصير ما يقارب (85) مواطن من أهالي مدينة تدمر (أغلبهم من الموظفين والمدرسين) ، مجهول و هم في عداد المفقودين، بعد أن تركهم النظام وانسحب من المدينة، ليلقوا مصيرهم المجهول.
وبعد أيام من سيطرة التنظيم على المدينة، تبيّن أنّ مصير جميع المفقودين من أهالي المدينة يقبع تحت رحمة أمراء وعناصر التنظيم، بعد أن اعتقلوا الجميع بما فيهم النساء والأطفال، كما اعتقلوا جميع من كان مختبئاً من المدنيين في منطقة “الدوة” الزراعية غربي المدينة، والذين لم يتمكنوا من الهرب والاستمرار في طريقهم باتجاه مدينة حمص، بعد سيطرة التنظيم على تلك المنطقة بعد أيام من سيطرته على تدمر.
فتمّ جمع جميع المواطنين من قبل التنظيم وإيداعهم في سجون للتنظيم في تدمر والسخنة والطيبة، وبعضهم تم ترحيله إلى مدينة الرقة، وخضعوا جميعهم لتحقيقات أولية، ومن ثمّ أفرج التنظيم عن بعض النساء والأطفال وكبار السن منهم، وتم الحكم على الآخرين، بإتباع دورات شرعية لدى التنظيم بحجة كونهم عادوا للمدينة بعد استعادة النظام للسيطرة عليها سابقاً.
وفي ظهر يوم أمس الأحد، أفرج التنظيم عن نحو 18 شخص من المحتجزين لديه في عدة مناطق (بينهم نساء)، بعد أن أتمّوا دوراتهم الشرعية في المدينة وفي مناطق السخنة والطيبة، شرط أن يبقوا في مناطق تابعة للتنظيم وأن لا يعودوا إلى مناطق سيطرة النظام أو فصائل المعارضة السورية.
وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض المفرج عنهم، ظهروا في أحد تقارير التنظيم المصورة بعد سيطرته على المدينة، على أنهم من موالي النظام والعاملين معه بالاستناد لاعترافاتهم لدى محققي التنظيم.
وفي سياق متصل، لايزال مصير من تبقّى من المواطنين المحتجزين لدى التنظيم، مجهول، بعد إعدام التنظيم لأربعة أشخاص برفقة عناصر من الجيش السوري والميليشيات الموالية له في مسرح تدمر الأثري منذ أكثر من أسبوع.
سيطر تنظيم الدولة على مدينة تدمر بشكل كامل، بعد انسحاب الروس وجيش النظام من المدينة في 15 / كانون الأول / 2016، وجاءت السيطرة بعد تمكنه من السيطرة على آبار النفط والغاز شمالي غربي المدينة، ومحاصرته للمدينة من جهاتها الأربعة.