يتضح وبشدة، احتدام التنافس غيرُ المعلَن بين حليفي نظام الأسد الرئيسيين “إيران وروسيا” في ميدان البادية السورية، بالتزامن مع عودة نشاط تنظيم “داعش” في مناطق لم ينتهِ وجوده فيها كلياً رغم مرور سنوات على إخراجه من المدن والقرى التي كان يسيطر عليها شرق وشمال ووسط سوريا.
ومع تنفيذ التنظيم مؤخّراً عمليات استهدفت قوات الأسد ومليشيات إيران في ريف حمص الشرقي، وفي الطريق الواصلة بين حمص ودير الزور، باتت القوات الروسية ومليشيات إيران في سباق مع الوقت، لفرض السيطرة على منطقة تمتد مئات الكيلومترات، وتعد منجماً كبيراً للغاز والثروات الباطنية.
وأفادت مصادر محلية، بحالة استنفار يشهدها ريف حمص الشرقي، مع سعي القوات الروسية إلى تعزيز مواقعها هناك في ظل انتشار المليشيات الإيرانية بالمنطقة.
وقال المصادر إن طائرة “يوشن” روسية وصلت مساء الخميس الماضي إلى مطار تدمر العسكري شرقي حمص، محملة بـ40 عنصراً من الشرطة العسكرية الروسية و4 عربات عسكرية مدرعة من المتوقع نقلهم من المطار العسكري نحو مواقع أخرى.
ولفتت المصادر إلى أنّ التعزيزات تأتي ضمن سياق تكثيف روسيا من تعزيز مواقعها في منطقة تدمر ومطار “التيفور” الاستراتيجي ومدينة “القريتين” ومحيطها، لوقف المد الإيراني في المنطقة.
ووفقاً لمصدر في تدمر، فإن قوات إيرانية أرسلت بدورها 8 عربات عسكرية بينها 5 آليات مزودة برشاشات ثقيلة وعلى متنها نحو 90 عنصراً تابعين لمليشيا “زينبيون” الباكستانية إلى قرية “خربة التياس” المحاذية لمطار “التيفور” العسكري، قادمين من دير الزور عبر طريق السخنة في البادية السورية.
وتأتي التعزيزات المتبادلة بين القوات الروسية والمليشيات الإيرانية بعد أيام من تقارير تحدثت عن رفض مليشيات “الحرس الثوري الإيراني” طلباً من مركز القيادة الروسية في “قاعدة حميميم” بضرورة إخلاء “الحرس الثوري” مواقعه داخل مطار “التيفور” وسحب معداته وأسلحته.
وفي “تدمر” شرقي حمص، بدأت القوات الروسية قبل أيام إنشاء نقطة عسكرية وسط المدينة الواقعة تحت سيطرة نظام الأسد.
وبشكل متزامن، أعلنت كل من القوات الروسية ومليشيات الحرس الثوري إطلاق حملة عسكرية ضد خلايا تنظيم “داعش” في مناطق شرق سورية وباديتي دير الزور والرقة،
كما بدأت قوات نظام الأسد والدفاع الوطني مدعومة بمقاتلات تابعة للقوات الروسية بحملة عسكرية مماثلة، لتمشيط البادية السورية، بين محافظات دير الزور وحمص وحماة، وذلك بهدف تأمين طريق “دمشق – دير الزور”، عقب سلسلة هجمات شنها تنظيم “داعش” على مواقع قوات النظام والمليشيات الموالية،
وبعد عدة سنوات على إخراجه من المدن والقرى التي سيطر عليها منذ العام 2014، عاد تنظيم “داعش” مؤخراً للظهور في منطقة البادية السورية التي انتشرت فيها فلوله في السنوات الأخيرة، ويعد الامتداد الواسع للبادية السورية بين عدة محافظات، ووعورة طرقها وكثرة مخابئها، أسباباً تمنع تمشيطها والسيطرة عليها بشكل فعلي.