شهدت زراعة النخيل والزيتون، مؤخراً، في مدينة تدمر تراجعاً كبيراً وملحوظاً من قبل سكان، وذلك خوفاً من التوجه للأراضي بشكل مستمر نتيجة انتشار خلايا “داعش” وعدم تمشيط المنطقة من قبل قوات الحكومة من مخلفات الحرب.
وتعتبر زراعة النخيل والزيتون والتجارة بها من أساسيات العمل لدى سكان البادية السورية بشكل عام ومدينة تدمر بشكل خاص.
وفي الفترة الأخيرة، توقف السكان بشكل شبه كامل عن عملية زراعة أشجار النخيل والزيتون والاهتمام بأراضيهم في بساتين تدمر ومنطقة الدوة؛ نتيجة انتشار مخلفات الحرب من جهة وانتشار خلايا “داعش” من جهة أخرى.
وقال ياسر الأحمد (55 عاماً) من سكان مدينة تدمر وصاحب بستان في تدمر، إن أشجار النخيل والزيتون في سوريا موطنها مدينة تدمر وتعتبر اقتصاد وتجارة سكان المدينة إلى جانب تربية الجمال وبعض المواشي.
وأشار “الأحمد” إلى أنه “كان يملك 70 شجرة نخيل مثمرة و 120 شجرة زيتون في مزرعة شرق تدمر، وبقي منها الآن 18 شجرة ولم يعد يقصدها بسبب عدم توفر المياه والأمان وانتشار مخلفات الحرب بمحيط أرضه.”
وخسرت مدينة تدمر 80 % من واحتها وبساتينها المليئة بالنخيل والزيتون والرمان ومحاصيل أخرى، بسبب المعارك التي دارت بين القوات الحكومية و”داعش”، ولم يقم السكان بمعاودة الزراعة بسبب المخاوف من خلايا التنظيم ومخلفات الحرب ونقص المياه.
وقال عبدالله الحمد (40 عاماً)، إنه ورث من أبيه بمحيط بلدة السخنة شرق حمص 25 شجرة نخيل، ونتيجة الحرب خسرها جميعها، بعد تعرضها للحرق خلال المعارك التي درات في المنطقة.
وأضاف: “سكان البادية السورية تعلموا زراعة والتعامل مع أشجار النخيل ومتطلباتها ولكن جميعهم تعرضوا لخسائر فادحة خلال السنوات الماضية، ولم يستطيعوا تعويضها، ولم تقم الحكومة بأيد دعم للمزارعين.”
وقبل اندلاع الحرب السورية، كان يطلق على مدينة تدمر “أرض الواحات” وسميت بأرض الواحات؛ لكثرة أشجار النخيل التي تنتشر بمحيطها عبر تجمعات على شكل دائري.
وتعرضت واحة تدمر في أوقات متفرقة من العام الحالي، لحرائق عدة، ساهمت في تدمير جزء كبير من الواحة التاريخية.