بالميرا مونيتور – خاص
سيطر تنظيم الدولة ظهر امس الأحد 11-15-2016 على كامل مدينة تدمر الأثرية في ريف حمص الشرقي وسط سورية, وجاءت السيطرة على تدمر بعد تمكن التنظيم وقبل يومين على أهم وكل آبار وحقول النفط والغاز المحيطة بالمدينة (جحار-جزل-المهر-حيان).
حيث خاض التنظيم معارك شرسة للسيطرة على تلك الحقول والآبار, تكبد خلالها جيش النظام والميليشيات الموالية له مئات القتلى والجرحى والخسائر المادية بالعتاد وغيره, إضافة لاغتنام التنظيم عشرات السيارات والدبابات وراجمات الصواريخ وأسلحة متوسطة وخفيفة أخرى.
وبعد أن انتهى التنظيم من سيطرته على تلك الحقول والآبار, توجه مئات من عناصره لمحيط مدينة تدمر الشمالي والجنوبي والشمالي الشرقي والغربي, فبدأوا معركته بالسيطرة على منطقة صوامع الحبوب شمال شرقي المدينة وبالتوازي مع تقدم عناصر التنظيم من شمال غربي المدينة من جوار مستودعات التسليح والجبال الشمالية الغربية وصولاً إلى جبل الطار في المدخل الغربي لتدمر, وبدأت وبالتزامن مع ذلك التقدم قيادات وضباط النظام بالانسحاب والهرب من المدينة دون أي محفزات أو اكتراث لحال عناصرهم وعناصر الميليشيات الموالية لهم كالدفاع الوطني واللجان الشعبية وغيرها, فيما وردتنا معلومات مؤكدة بمغادرة الخبراء الروس للمدينة قبل اسبوع من بدء داعش لمعركتها في المنطقة, كما انسحب قيادات وعناصر الميليشيات الشيعية المتواجدة في المدينة بعد سيطرة التنظيم على منطقة الصوامع وبدء تقدمه الفعلي باتجاه المدينة.
وبعد أن تقدمت عناصر داعش وبشكل سريع إلى محيط المدينة وسيطرتها على ضاحية العامرية ومساكن الضباط وعدة أحياء في أطراف المدينة, بدأت عناصر النظام والميليشيات المحلية المواليه له بالانسحاب بشكل عشوائي وبدون اي اشتباك أو تصدي لعناصر التنظيم, انسحبوا باتجاه بساتين المدينة الغربية والمنطقة الأثرية سيراً على الأقدام بعد ان تركتهم قياداتهم ليلقوا مصيرهم في المدينة, حيث تمكن التنظيم من تصفية واعتقال المئات منهم أثناء هروبه وبعد ان سيطر التنظيم على المدينة ووجد العشرات منهم مختبئين في المنازل, لتصبح بعدها مدينة تدمر وللمرة الثانية خلال عام, تحت سيطرة تنظيم الدولة.
كما تركت قوات النظام ورائها العديد من الدبابات والمدرعات وراجمات الصوارخ والمدافع وأسلحة متفرقة في شوارع وحواجز المدينة.
واللافت في المعركة الأخيرة هو عدم حصول اي اشتباكات داخل المدينة بين عناصر التنظيم وماتبقى من عناصر النظام وميليشياته, خلافاً عن معركة سيطرة التنظيم السابقة في العام المنصرم والتي شهدت بعض الاشتباكات اثناء سيطرة التنظيم على المدينة.