fbpx

تدمر .. ضحية الأطماع الإمبراطورية والأحداث الأمنية

قوس النصر في المدينة التاريخية في العام 1920 م - مكتبة الكونغرس

تعتبر تدمر إحدى أبرز المدن السورية القديمة، والتي تبعد بنحو 240 كم شمال شرقي العاصمة دمشق، وقد كانت معبراً هاماً للقوافل التجارية بين مدن الشام وبلاد الرافدين وشبه الجزيرة العربية
مرت بتدمر العديد من الأمم والحضارات القديمة كالفرس واليونان والرومان، وذلك قبل وصول الفتح الإسلامي للأمصار المختلفة.
شهدت تدمر تقدمًا حضاريًا كبيرًا تحت حكم أذينة وزوجته زنوبيا التي تولت الحكم من بعده، واستمر تقدمها حتى دخلها الإمبراطور الروماني أورليان فانتقص ذلك من دورها بعض الشيء.
يقول البعض في كتب التاريخ: إن المدينة من الأبنية التي بناها الجن للنبي سليمان عليه السلام
تعتبر نقوش تدمر -التي عُثر عليها مكتوبة بالخط الآرامي- من أهم ما وجد بالمدينة، وقد وصل عددها إلى آلاف النقوش، توضح مدى التقدم الحضاري والثقافي التي وصلت إليه تدمر وما حولها من مراكز حضارية في عصور ما قبل الميلاد.
تتمتع مدينة تدمر بقربها من مجموعة من آبار المياه الكبريتية التي كانت تُستخدم كحمامات علاجية وذلك نظرًا لفوائدها الصحية
مشهد للمدينة الأثرية من الأرشيف المحفوظ في مكتبة الكونغرس

أهم الآثار بمدينة تدمر

قوس النصر
بني هذا القوس تخليدًا لانتصار سيبتيموس سفيروس على الفرثيين، وقد جمع بين التصميم الروماني والزخارف السورية القديمة التي تمثلت في شجر البلوط واللؤلؤ وفروع العنب والنخيل
ينحني القوس بحوالي 30 درجة ناحية الطريق الشارع المعمد “المستقيم”، ويتكون من ثلاثة أقواس؛ أحدها مركزي وقوسان مركزيان، وقد تعرض إلى التدمير خلال الأحداث التي شهدتها سوريا في السنوات القليلة الماضية
معبد بل
هو معبد على شكل مستطيل تحيط به الاعمدة، يلقب بـ “لؤلؤة الصحراء”، وهو معبد ديني خصص لعبادة الإله “بل” و”يرحبول” و”عجليبول”
وقد مرَّ المعبد بعدة مراحل؛ فقد تحول إلى كنيسة في عهد البيزنطيين، ثم إلى مسجد في الحكم الإسلامي، وقد تعرض المبنى الرئيسي للمعبد للتدمير خلال الأحداث التي شهدتها سوريا في الآونة الأخيرة
المعبد الجنائزي
بُني المعبد الجنائزي في القرن الثالث الميلادي، ويعود إلى عائلة غير معروفة
ويتألف المعبد من واجهة خالية من التعقيد و6 أعمدة كورنثية، وقاعة أساسية ومدفن، وتحتوي القاعة على عدد من التوابيت المتراصة فوق بعضها ويحيط بالقاعة حجرات دفن إضافية
بعثة غربية زارت تدمر في العام 1929 م – مكتبة الكونغرس
مجلس الشيوخ
من مباني المدينة ذات الحجم الصغير، ولم يتبق الآن منه سوى أطلاله، وهو عبارة عن فناء يضم حجرة تحيط بها المقاعد
قلعة شيركوه (قلعة تدمر)
هي قلعة العرب أو قلعة تدمر كما تُعرف
تقع بمكان مميز في أعلى التلال بشمال مدينة تدمر، ما جعلها مصدر قوة في حروب المدافعين بتدمر ضد أعدائهم
تتكون القلعة من عدد من الأبراج الحصينة وتحتوي على خندق ذو عمق كبير
المسرح الروماني
بني في القرن الثاني الميلادي بمدينة تدمر وذلك في عصر الدولة الرومانية التي اعتادت على بناء المسارح الفنية، ويتكون من عدد من الصفوف والطوابق التي خصص كل طابق منها لطبقة إجتماعية معينة، ولكنه تعرض إلى تدمير كبير في السنوات القليلة الماضية
الشارع المعمد
يصل الشارع بين المعبد الجنائزي ومعبد بل ليصل إمتداده إلى 12 كيلو متراً، وله أربع بوابات كانت تمر من خلالها القوافل والعابرين قديمًا
بعثات تنقيب في الموقع خلال 1929 م
ذكر تدمر عند ياقوت الحموي
تعرَّض الجغرافي والأديب ياقوت الحموي في كتابه المعروف “معجم البلدان” إلى مآثر تدمر، والتي وصفها بالمدينة القديمة المشهورة الواقعة في بريِّة الشام والتي تبعُد عن حلب قرابة خمسة أيام
وزاد الحموي” قيل: سُمّيَت بتدمُر بنت حسَّان بن أذينة بن السميدع بن مزيد بن عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح عليه السلام، وهي من عجائب الدنيا، موضوعة على العَمَد الرخام”
وقال الحموي: زعمَ قوم أنها مما بنته الجِّن لسليمان عليه السلام، ونِعم الشاهِد على ذلك قول النابغة الذبياني (المتوفى سنة 604 م)
ونقل الحموي عن بطليموس (100-170 م) قوله عن تدمر : “طولها إحدى وسبعون درجة وثلاثون دقيقة، داخلةٌ في الإقليم الرابع، بيت حياتها السماك الأعزل تسع درجاتٍ من الجدي بيت ملكها مثلها من الحَمَل، عاقبتها مثلها من الميزان”

تدمر عند أبي أبي الفداء

ذكر الجغرافي والأديب والملك أبو الفداء (المتوفى عام 1331 م) المدينة التاريخية وذلك في كتابه المعروف” تقويم البلدان”
وقال أبو الفداء: “.. وتدمر بُليدة ببلاد الشام من أعمال حمص، وهي في شرق حمص، وأرض تدمر غالبها سباخ، وبها نخيل وزيتون، وبها آثار عظيمة من الأعمدة والصخور، وهي عن حمص على نحو ثلاث مراحل، وكذلك عن سلمية، ولها سور وقلعة”

المصادر

لا يوجد تعليقات