بالميرا مونيتور – خاص:
بعد سيطرة النظام السوري والميليشيات الأجنبية والسورية المساندة له، وبغطاء مكثّف من القوات الجوية والبرية الروسية، في أوائل شهر آذار الحالي، لا بوادر حياة أو إصلاحات وخدمات، تقنع وتشجّع أهالي تدمر المهجّرين (لاسيما في مناطق النظام)، للعودة إليها.
فبعد أن #سيطرت قوات النظام والميليشيات الأجنبية والسورية المساندة لها، على مدينة تدمر في الثاني من شهر آذار الحالي، لم تبدأ أي عمليات أو مشاريع لإعادة الإعمار والخدمات، التي تعلن عنها السلطات السورية بعد أي سيطرة لها على منطقة جديدة في سورية.
حيث يقتصر وجود المدنيين أو عودتهم بعد سيطرة النظام على المدينة، على بعض الشخصيات المحسوبة على النظام والموالية له، والذين سمحت لهم السلطات الحكومية بالعودة فور وصولهم إلى المدينة لتصوير الريبورتاجات واللقاءات التلفزيوينة والصحفية، لإيصال صورة للعالم بأن المدينة قد تحررت وعاد سكانها لها، وإلى اليوم وبعد أكثر من أسبوعين على سيطرة النظام على المدينة، لم يسمح بشكل رسمي لعودة الأهالي المتواجدين في مناطق النظام للعودة إلى المدينة وتفقد منازلهم وممتلكاتهم.
وفي سياق الوضع الخدمي داخل المدينة، فلا يزال ركام الدمار والإجرام التي خلّفته الآلة العسكرية الروسية والحكومية أثناء حملتها العسكرية للسيطرة على المدينة، لا يزال يخيّم على كافة أحياء وشوارع المدينة، دون أي اكتراث أو اهتمام من سلطات النظام، التي اختزلت السيطرة على المدينة، بأنها فقط تلك الأوابد والمعالم الأثرية التي دمّرها تنظيم الدولة “داعش” أثناء وجوده في المدينة، بل وأقامت الحكومة السورية حفل فني مصغّر داخل المسرح الروماني الأثري المدمّر جزئياً، بهدف معلن بأن هذه هي تدمر وهذا ما يهمنا فيها.
ولم يعلن النظام عن أي مشاريع لإعادة إعمار المدينة، أو على الأقل صيانة وإصلاح البنى التحتية والمرافق العامة فيها.
وحسب شهود عيان تمكنوا من الذهاب للمدينة بموافقة سلطات النظام، فإن نسبة الدمار في المدينة تزايدت عمّا قبل بنسبة كبيرة، وقالوا: هناك أبنية وشوارع وحارات لم نعرفها بسبب شدة الدمار التي وقع فيها نتيجة الحملة الشعواء من النظام السوري وحليفته روسيا، وهذا ما أزال أحلام العديد منهم في العودة إلى المدينة.
كما أن قرب مواقع وعناصر تنظيم الدولة من المدينة واحتمال عودتهم مجدداً إليها، يعد من أهم أسباب عدم اقتناع الأهالي بفكرة العودة، هذا دوناً عن خوفهم من أن يتركهم النظام فريسة بين يدي التنظيم، بعدما رأوا ما حصل لما قبلهم، حين تركهم النظام وهرب، وتشتت السبل بالعديد منهم في البراري إلى أن تمكنوا من الوصول إلى بر الأمان، كما أن بعضهم تم قتله من قبل قوات النظام نفسها أثناء هروبه من المدينة في منطقة أبو الفوارس غرب المدينة، وتُرك من لم يتمكن من الهروب، فريسة بأيدي التنظيم.
والأمر الأهم في عدم اقتناع الأهالي للعودة إلى المدينة، هو قيام عناصر من النظام والميليشيات الموالية له، #بتخريب وإحراق عدد من منازل أهالي المدينة التي سلمت من القصف، بعد السيطرة عليها بأيام قليلة.
بينما يرى نازحي المدينة في الشمال السوري وفي مناطق سيطرة التنظيم والمخيمات الحدودية، لا سيما نازحو “مخيم الركبان” على الحدود الأردنية السورية الذين يعانون من أشد الظروف المعيشية والصحية القاسية في ظل غياب الخدمات والرعاية من الجميع، يرون بأن النظام والتنظيم سواء، لا أمان ولا اطمئنان لهم بعد تجارب مريرة عاشها سكان تدمر في ظل سيطرة الجهتين على المدينة، وأن الطرفين وبمشاركة روسيا والميليشيات الإيرانية، هم سبب ما جرى ويجري لهم اليوم من مآسي ومعاناة في مناطق النروح، هذا دوناً عن كون المدينة لم تعد صالحة للسكن بعد أن شهدت عدة حملات ومعارك تسببت بدمار مئات المنازل والبنى التحتية في المدينة.