
المرأة
بالميرا مونيتور– خاص
تمر مناسبة يوم المرأة العالمي على المرأة التدمريّة خاصة، والسّوريّة عامّة في ظل معاناة وظروف قاسية تعرضت لها خلال سنوات الثّورة السّوريّة، والمرأة التي كان لها أدوار استثنائية في صنع التاريخ والحضارة.
أدهشت المرأة السورية العالم من حيث موقعها اجتماعيّاً واقتصاديّاً، هذا الموقع الذي كفلته القوانين ورسّخته العادات والتقاليد، فالمرأة السورية سيدة محترمة في بيتها ومجتمعها، تدير حياتها باقتدار وتتمتع بحقوقها كاملة.
ومع مرور ذكرى اليوم العالمي للمرأة والذي يصادف 8 /آذار من كل عام، نسلط الضوء هذه المرّة على إبداعات المرأة التّدمريّة، حفيدة الملكة زنوبيا الّتي تركت إرثاً حضاريّاً عريقاً ظلّ رمزاً من رموز الحضارة الإنسانيّة مئات السنين، قبل أن يحوّله حافظ الأسد إلى سجن ورمز لانتهاك كرامة الإنسان وحقوقه.

وقد أجرى موقع بالميرا مونيتور مقابلةً خاصّة مع الفنانة التّشكيليّة التّدمريّة “نسيم القاسم” ..
الفنّانة من مواليد مدينة تدمر وأمّ لأربعة أطفالٍ وهي زوجة الفنّان التّشكيلي التّدمريّ “أيمن درويش”.
بداية ماهي أهم الأسباب الّتي تعاني منها الفنّانات في مدينة تدمر؟
عدم وجود دعم للفنّانين وعدم القدرة على التّعبير عن هموم النّاس.
تحدثينا قليلاً عن انطلاقتك في مجال الفن التشكيلي ..
كانت انطلاقة الثورة في سورية 2011 هي الدافع الأساسي في لإبراز موهبتي للتّعبير عن معاناة الإنسان في بلدي.
هل قدّمت لكم بلاد اللّجوء التّسهيلات اللّازمة كفنانين وفنانات قادمين من ثقافات مختلفة؟
3- نعم قدمت لنا تسهيلات من إقامة معارض وكل مستلزمات الرّسم وتقديرهم ومحبّتهم الّتي يكنّونها للفن والفنانين.
ما رأيك في ما جرى في تدمر من قِبَل تنظيم داعش والنّظام؟
“ما يحدث في سوريا الآن كارثة إنسانيّة على كافّة الأصعدة وتآمر دوليّ على الشّعب وثورته السّلمية وماجري في تدمر هو عبارة عن تدميرٍ ممنهج للمدينة التاريخية لتسليمها لداعش وتدمير سكن الأهالي بالطيران والبراميل المتفجرة والقصف المدفعي العشوائي بحجة وجود داعش.”
“رغم الدمار الممنهج الذي حدث والسرقات التي حدثت ومازالت تحدث للإرث الحضاري سوف تبقى تدمر شامخه كشموخ نخيلها في قلوب كل من يحبها في رسومنا وأحلام أطفالنا وإرادتنا بالعودة وإعادة كل ما نهب منها وبناء ما تدمر”.
ما هو الهدف والدّور الذي تحاولون القيام به في بلاد المهجر؟
6- نريد إيصال معاناة أخواننا السوريين في الداخل ونريد إيصال رسالة سلام للعالم بأننا شعب لا يحب التّطرّف ولا يحبّ الظّلم وستبقى كرامته عالية فوق كل شيء كما نهدف للوصول للعالميّة لإظهار براعة المرأة السورية والتدمرية خاصّة كما خلدت زنوبيا اسمها بأحرف من ذهب في كتب التّاريخ.
ما هو دور المرأة الثقافي في التطوير ونهضة المجتمع؟
للمرأة دور كبير في تطور المجتمع ونهضته كما قال الشاعر (الأمّ مدرسةٌ إذا أعددتها أعددت شعباً طيّب الأعراق) فهي من يزرع ثقافة الحب من خلال الطفل وتزرع العطاء والحنان من خلال تفانيها في خدمة عائلتها والمجتمع.
ماهي معاناة المرأة في ظل الحرب؟
كبيرة جداً فهي الأم التي فقدت أولادها، وهي الشّابّة التي اعتُقلت وهي تطالب بالحرّية، وهي الإنسان الذي تعرّض للقتل والاغتصاب والتّهجير وهي الوطن الذي فقدناه، وأنا شخصياً تم اعتقال والدي من قبل النظام منذ أربع سنوات ولا نستطيع معرفة المصير الذي آل إليه كما تم تغييب أخي أسامة الناشط الثوري في المناطق التي كان تسيطر عليها داعش في ظروف غامضة، كذلك لا نعرف مصيره إلى الآن، نتّهم التّنظيم بإخفائه كونه ناشط ثوري ومطلوب لدى النّظام الّذي عجز عن اعتقاله.
ما هو السّبب في قلّة وجود الفنّانات في مدينة تدمر؟
كونه مجتمع ريفيّ صغير مغلق ضمن عادات وتقاليد تقف حائلاً بين المرأة والفن.
كيف توفقين بين الفنّ وواجباتك المنزليّة وكذلك رعاية أطفالك الأربعة؟
من خلال تقسيم الوقت وإدارته بشكل جيّد. حبي للفن أجبرني على التكيّف مع الوقت وتقسيمه بشكل جيد بين اطفالي وزوجي وواجباتي المنزلية، كما يقوم زوجي الفنان أيمن درويش بمساعدتي لأن المنزل شراكة بين الأزواج وتبادل للأدوار في المساعدة فالرّجل والمرأة مكملان لبعضهما.
وفي النهاية نختم بالشكر الجزيل للفنانة نسيم مع التمنيات بالتفوق والنجاح
وكل عام وأمهاتنا وأخواتنا وبناتنا وخالاتنا وعماتنا وجداتنا بألف ألف خير.