بشار الأسد فوق “أنقاض حمص” ليظهر سيادته ويرفع معنويات مؤيديه

الدمار في حمص

بالميرا مونيتور

أدى بشار الأسد صلاة عيد الفطر يوم أمس، في جامع الصفا بمدينة حمص، موجهاً رسالة لمؤيديه عن قدرته على التحرك والخروج من و إلى أي منطقة في سورية أينما و متى يريد، مظهراً أنه حاكم سوريا وقادر على التحرك فيها.

بشار الأسد، يزور مدينة حمص، التي دمرتها مدفعيته ودباباته، وهجّر الكثير من أهلها، وشرّدهم، غير آبه بحجم الدمار الذي ألحقتها طائراته ومدافعه بما تعرف بـ “عاصمة الثورة”.

وكان الأجدر لبشار الأسد أن يصلي في أشهر مساجد حمص، جامع خالد بن الوليد، لما للمسجد من أهمية، وباعتباره أحد معالم المدينة، ولكن يبدو أنه خشي أن تفضح عدسات إعلامييه، ما أفسدته قواته التي قتلت البشر، وهدمت الحجر.

حمص التي جعل منها بشار الأسد، أسوأ من “ستالين غراد” في الدمار والخراب، زارها لعيادة أهلها، أو ليبتسم ساخراً من مقابر شهدائها؟، أو أنه يريد أن يستزيد من دماء مؤيديه الذين كلما انتفضوا في وجهه، أرسل لهم مفخخات، بحجة أنها من داعش، ليعيدهم إلى حظيرته، وينبههم من خطر الإرهاب!!، وحي الزهراء شاهد على إنجازات مخابراته ومفخخاته.

هل زار بشار الأسد حي الوعر، أم أن الحي ليس من “حمص”؟، وهل يجرؤ سيادته أن يقابل أمهات الشهداء، وذوي ضحايا الجوع والحصار، ويجوب في أزقة الحيّ المدمر؟!

بشار الاسد في حمص

والأعجب في زيارة بشار الأسد، تفاعل مؤيديه مع زيارته، واعتبارها حدث تاريخي، وكأنه نزل على خطوط القتال الأولى، وشارك قواته قتالهم في الخنادق، والحقيقة أن بشار الأسد هو بذاته “تاريخي”، فلم يسبقه أحد في تدمير بلده وتهجير شعبه، ولا يوجد من سبقه بإدخال الدخلاء، والإرهابيين، ليعيثوا في الأرض فساداً..

والعجيب أن مؤيديه يروا فيه الرئيس المخلص لقضيته وقوميته وعروبته، ولكنهم نسوا أن “قاعدة حميميم” روسية بعد أن كانت سورية، وتتشارك روسيا مع إسرائيل بمناورات بحرية قبالة الشواطئ السورية!!

بشار الرئيس أفلس من كل شيء، حتى من يعتقد أنها دول صديقة، بدأت تنفض يداها منه، وآخرها اعترافه بأن روسيا وإيران تبحثان عن مصالحهما، لا عن مصلحة سوريا.