بالميرا مونيتور تلتقي فنان الرسم بالرمال الشاب “بركات المطلق” في إدلب

بالميرا مونيتور-إدلب- لقاء خاص
لقاء حصري أجراه موقع “بالميرا مونيتور” مع الشاب “بركات مطلق”، النازح من مدينته تدمر إلى محافظة إدلب شمال سورية، والذي يمارس فنّ “الرسم بالرمال” هناك.

 

يقيم الشاب “بركات”، حالياً، في مدينة إدلب، الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة شمال سورية، بعد نزوحه منذ أكثر من عام ونصف من مدينته تدمر، التي هجرها كل سكانها، بسبب الحملات العسكرية التي شنّتها روسيا والجيش السوري من جهة، وانتهاكات وتنكيل تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” من جهة أخرى.
حيث أصبحت مدينة تدمر، والتي كان يقطنها ما يقارب 110 آلاف نسمة، خاوية على عروشها ومدمرة الأحياء والمنازل والآثار بنسبة كبيرة ومروّعة، وهي الآن تحت سيطرة الجيش الروسي وميليشيات أجنبية.
بركات مطلق – فن الرسم بالرمال
في البداية، سألنا الشاب عن سبب مداولته مهنته وهوايته، برغم الحالة المأساوية المعيشية التي يعانيها معظم نازحي تدمر، في مختلف المناطق السوري، وأجاب:
أتابع عملتي وأمارس هوايتي التي توارثتها عن أبي وأجدادي منذ عدة سنوات، كي أبقيها عامرة ومستمرة حتى بأقسى الظروف والأوقات، كي أساهم ولو بشيء بسيط بنشر جزء من تراث بلدي العريق.
ولا ينهاني ما نعيشه من مأساة النزوح والتشرّد من مزاولة عملي الفني الرائع، الذي أدهش معظم سكان مدينة إدلب، وأثنوا عليّ وعلى عملي، وهذا ما حفّزني أكثر لأتابع العمل.
هل تمارس ذلك الفن لمجرّد أنه فن وتريد أن تري العالم تراث من بلدك، ام أنك تحصل على المال كمصدر رزق لك ولعائلتك في ظل هذه الظروف المعيشية القاسية؟
صراحةً، هدفي الأساسي من ممارسة عملي، هو نشر ذلك الفن لأكبر عدد ممكن من الناس، ولأريهم بأن شعب تدمر لديه مهن وفن وتراث يفتخر به، ولا اخفيك بأنني أعتمد على ذلك العمل كمصدر رزق لي ولعائلتي.
بما أنك أجبت وبكل صراحة، بأنك تهدف لتحصيل مادي لتأمين معيشتك في مكان إقامتك، فهل ما تجنيه من ذلك العمل يكفيك قوت يومك وعائلتك هناك؟
نعم والحمد لله، ما أجنيه من عملي يكفيني وبشكل جيد لأعيش بكرامة وسعادة منقوصة قليلاً ،كوني مهجّر عن بلدي ودكّاني التي كنت أعمل بها سابقاً في تدمر.
هل تلقى اهتمام من الناس بالعمل الذي تقوم به، وهل اجتذب ذلك الفن أنس غيرك ليتعلموا منك ذلك الفن والتراث الحضاري؟
نعم بالتأكيد، كل يوم تقريباً يأتيني من يريد أن يتعلم مني طريق العمل والرسم، كون تلك المهنة، غريبة نوعاً ما، ولم يتم تداولها والعمل بها إلا في مدينتي تدمر.
لماذا اخترت المناطق المحررة في الشمال السوري، ولم تذهب إلى مناطق سلطة النظام السوري؟
أنا مثلي مثل أي شاب سوري، مطلوب لخدمة الاحتياط في الجيش، لذا قررت التوجه للمناطق المحررة، بعيداً عن سلطة وقمع وجبروت النظام السوري.
وفي نهاية الحوار سألناه عن حياته السابقة إن كان يفقدها ويريد العودة إليها، وعن الأيام السابقة أثناء عمله في سوق الشرقيات بتدمر؟
الجميع يحنّ ويريد أن تعود حياته كما كانت، بعيداً عن الحروب والقتل والقصف والدمار، لكن بالطبع، نريد سورية محررة من عصابة الأسد، وعيش فيها بسلام واطمئنان.

 

فيديو يظهر بعض من ممارسة فن “الرسم على الرمال”، بواسطة الشاب “بركات المطلق”.