انتشار “أكوام القمامة” مأساة جديدة لقاطني مخيم الركبان للنازحين السوريين

 

بالميرا مونيتور – مخيم الركبان

 

تستمر المأساة الإنسانية والمعيشية في مخيم الركبان للنازحين السوريين قرب المثلث الحدودي بين سورية والعراق والأردن، في ظل استمرار توقف مساعدات الأمم المتحدة للمخيم بعد اعتراض روسيا والنظام السوري على دخولها منذ أشهر.

 

وتنتشر حالياً أكوام القمامة وبقايا البيوت الطينية المهدّمة في أرجاء المخيم، الأمر الذي ينذر بوقوع كارثة إنسانية جديدة وانتشار أوبئة وأمراض في المخيم.
حيث تنتشر تلك الأكوام في معظم أرجاء المخيم، بدون أن يدرك قاطني المخيم لخطورتها اللاحقة عليهم وعلى أطفالهم وعلى الجو المحيط بهم، ولا توجد أي جهة إرشادية في المخيم للتوعية بذلك الخطر ومعظم الأخطار التي قد تؤدي إلى انتشار الأوبئة، الأمر الذي ينعكس سلباً على قاطني المخيم، ويزيد من مأساتهم الحالية والمستمرة المتمثلة بعدم توفر الأدوية والتجهيزات الصحية والنقاط الطبية.

 

وفي حديث مع بعض نازحي المخيم عن تلك الأكوام وخطورتها، قال “أبو محمود” أحد قاطني المخيم والمهجر من مدينة تدمر:
أكوام القمامة وبقايا المنازل والخيم المهدمة تنتشر وتزداد في معظم أرجاء المخيم، دون أن يدرك الأهالي خطورتها المستقبلية عليهم، نظراً لانعدام الوعي لديهم من جهة، ويأسهم من الحالة المعيشية والإنسانية التي يعيشونها ومن كل شيء من جهة أخرى.
ويتابع “أبو محمود” نحاول مع بعض النازحين ان نشكّل فريق لمعالجة تلك المشكلة من خلال تجميع القمامة في أماكن محددة ومن ثم إحراقها للتخلص منها بشكل تام، وإلى الان لا نلقى تجاوب أو اهتمام من قاطني المخيم.
ونوّه “أبو محمود” على قضية توقف وصول مساعدات الأمم المتحدة للمخيم بعد معارضة روسيا والنظام السوري على إدخالها، في سبيل إرضاخ نازحي المخيم وإجبارهم على الركوع للنظام السوري وتسليم انفسهم له.

 

اقرأ أيضاً: مخيم الركبان يرزح تحت وطأة الاستغلال وغياب الدعم الإغاثي

 

يقول “ماهر” أحد قاطني المخيم والمهجر من ريف تدمر:
إن ما تفعله الأمم المتحدة والمنظمات بالانصياع لمطالب النظام السوري وروسيا، هو مشاركة لهم في حصار نازحي المخيم وتجويعهم بهدف الإرضاخ وافجبار للعودة إلى مناطق سيطرة النظام السوري، الأمر الذي لا يريده معظم سكان المخيم بعد أن شاهدوا مصير من خرج من قبلهم في المعتقلات والمدارس.
وتابع “ماهر”: إن موضوع انتشار أكوام القمامة نتاج طبيعي للمأساة التي يعيشها قاطنو المخيم، فالجميع هنا وصل لمرحلة عظمى من اليأس من كل شيء، ولم يعد يهتم أي نازح لا بخوطورة حالية ولا مستقبلية، فهمهم الول والخير هو تامين لقمة العيش والحياة الكريمة، وركّز على موضوع التجار والاحتكار في المخيم في ظل فقر النازحين وعدم قدرتهم على الشراء، والذين كان اعتمادهم الأساسي على مساعدات المم المتحدة لأن غالبية قاطني المخيم هم من دون خط الفقر ولا يوجد عمل ولا أي سبيل له في المخيم المنكوب.

يقع مخيم الركبان في الصحراء وسط البادية السورية و على حدود دولتي الأردن والعراق، جميع المنافذ الرسمية مغلقة، أطفال المخيم بحاجة لمشافي وكبار سن ونساء بحاجة لعمليات ولادة قيصرية ولا يوجد طبيب في كل المنطقة.
 النظام وروسيا يحاصرون المخيم من جهة، والأمم المتحدة تغلق النقطة الطبية الوحيدة والقاعدة الأمريكية في جوار المخيم يخيم عليها خوف الإصابة بفيروس كورونا من جهة أخرى.