النفط والغاز في البادية السورية, ماذا بعد وقبل سيطرة داعش عليه

 

 

تعوم سوريا فوق بحيرة من النفط والغاز والثروات الطبيعية, لكنها تبقى بلداً ينتج هذه المواد الحيوية بكميات محدودة فتحتل المرتبة 27 عالمياً في الإنتاج بمعدل 400 ألف برميل يومياً, فقد اكتشف النفط في الجزء الشرقي من هضبة حلب منتصف السبعينيات من القرن الماضي.

 

 

ومن أهم الأحواض المنتجة للنفط والغاز في سورية :
1- الجزء السوري من حوض ما بين النهرين.
2- حوض الفرات.
3- الحوض التدمري.
فبعد سيطرة تنظيم داعش على مدينة تدمر ومحيطها, يكون بذلك سيطر التنظيم على الحوض التدمري، والذي يقع معظمه في بادية الشام ويشغل ربع مساحة سوريا، ويبلغ سمْك الغطاء الرسوبي فيه أكثر من عشرة كيلومترات، ويعتبر أضخم حوض للغاز في المنطقة.
يشار إلى أن الطبقات العميقة (الحقب القديم) لم تستكشف بعد، ولا توجد حتى الآن دراسة استكشافية متكاملة لهذا الحوض، في حين تركز شركات عقود الخدمة العاملة هناك على استكشاف طبقة الكوراشين المنتجة ولم تستكشف طبقات الحوض العميقة مع أن الدراسات الجيولوجية أكدت وجود مكامن للغاز فيها.
وتبادل النظام وتنظيم داعش السيطرة على حقول النفط والغاز في البادية السورية شرق مدينة حمص، أكثر من مرة منذ سنتين إلى اليوم، آخرها كانت بالأيام الماضية عندما استطاع التنظيم إعادة السيطرة على كل من حقل جزل وشاعر وحقل جحار وشركة المهر وشركة حيان بعد معارك عنيفة استمرت لثلاثة أيام وخسر فيها الجانبان الكثير من الأرواح. فلماذا هذا “الاستقتال” للسيطرة على الحقل؟، وما هي أهميته بالنسبة للطرفين؟
فبعد سيطرة داعش على حقل جحار النفطي آخر حقول النفط التي تسيطر عليها قوات النظام السوري وسط البادية يكون النظام في مأزق حقيقي.

 

 

وفي التفاصيل:

 

إن حقول” شاعر وجزل وجحار“ من أهم حقول النفط والغاز بالنسبة للنظام السوري كونها آخر معاقل سيطرته النفطية والتي تمده بالوقود والطاقة ولـقربها من مصافي” حمص وبانياس“ وسهولة تكريره ويضخ يومياً 10 آلاف برميل بمعدل نحو 10 مليون دولار يومياً لخزينة النظام.

 

 

– حقول شاعر

 

يعد حقل شاعر أحد أهم حقول الغاز وأكبرها في سوريا، فهو ينتج 3 ملايين متر مكعب تذهب جميعها لتوليد الطاقة الكهربائية، كما يقع الحقل على طريق يصل بين الشرق والغرب ما يعني أن للموقع أيضاً أهمية استراتيجية تمكن من يسيطر عليه، من التحكم في منطقة عسكرية واسعة.
ففي تموز عام 2014، تمكن تنظيم داعش من السيطرة على حقل شاعر لمدة أسبوع، قبل أن يستعيد النظام السيطرة عليه، ثم خسره النظام في خريف العام 2014، واستعاد السيطرة عليه في تشرين الثاني من العام ذاته.
ويرى ويعتقد مراقبون أن سعي تنظيم داعش للسيطرة على حقل شاعر، ليس لأغراض الاستفادة من إنتاجه في الغاز، نظراً لعدم امتلاكه البنية التحتية لذلك، وإنما للسيطرة على الجبل المجاور له والذي يعد من أهم حلقات ربط أجنحة الثقل العسكري للتنظيم في كل من الأنبار، وريف الحسكة، وريف حلب، وريف حمص والرقة، إضافة إلى تهديد مطارين عسكريين قرب منطقة وهما الشعيرات والتيفور، ينفذ منهما جيش النظام طلعات جوية ضد التنظيم. كذلك فإنه من خلال هذه الجبال، يستطيع التنظيم تهديد قطاع الكهرباء في سوريا.

 

– حقل جزل النفطي

 

يتمتع بغزارة ونقاوة النفط الخام فيه ويعد من أفضل أنواع النفط في سوريا ويمتاز بخفته، أما حقل شاعر فهي سلسلة من آبار النفطية تتوزع على طول غرب بادية تدمر وصولاً إلى ريف حماة وحمص ومنها إلى ميناء طرطوس.

 

 

– شركة وحقل جحار للغاز

 

يقع إلى الشمال الغربي من مدينة تدمر على بعد 35 كيلومتراً منها, وتم تأسيسه عام 2001 ويتضمن 7 آبار غازية وبئراً نفطياً واحداً.
فتعد حقول جحار ومعملها من أبرز وأهم منشآت سورية للغاز الطبيعي، فيتم فيها تصنيع الغاز الطبيعي وتمد معظم المحافظات السورية بالغاز المنزلي، عدا عن تغذية الحقل كثر من محافظة سورية ومحطات توليد كهرباء وهي الشريان الأساسي للنظام، ويوجد في الشركة محركات ومعدات روسية وذلك كون الشركة مستثمرة من قبل الروس.
وكان وزير النفط والثروة المعدنية في حكومة النظام وضع بئر جحار رقم 8 بالخدمة الشهر الماضي بطاقة إنتاجية تبلغ 300 إلى 350 ألف متر مكعب من الغاز يومياً.
والبئر ينتج 650 برميلاً من المكثفات النفطية ومن الغاز المنزلي ما بين 20 إلى 30 طن يومياً.
وفيما يخص شركتي غاز “هيسكو” و “شمال الحسين” شرق تدمر والمعروفة بمنطقة “التوينان”, فهي تخضع لسيطرة تنظيم داعش منذ عامين ضمن هدنة و ِقعت مع النظام وجميع موظفيها تابعين للنظام ويتقاضون رواتبهم من النظام ويوجد فيها 6 خبراء روس ويرأسها ابن شقيقة ”جورج حسواني“ الوسيط بين النظام والتنظيم للنفط والغاز، لكن الأهمية العسكرية تكمن في سيطرة التنظيم على الحقول فحسب, إنما عندما يوقف التنظيم عمله.

 

 

اقرأ أيضاً عن حقول النفط والغاز السورية في تدمر:

 

موقع بالميرا مونيتور – قسم الدراسات